Site icon IMLebanon

عون يحط في «الفاتيكان» طارحا الدور المسيحي في الشرق

تحط الطائرة الرئاسية اليوم وحالها في روما، في أول زيارة يقوم بها الرئيس العماد ميشال عون الى الفاتيكان، والى دولة أوروبية. وتشكل هذه الزيارة الباباوية محطة مهمة نظراً لما يرمز اليه مركز الكثلكة من أبعاد ودور وحضور في العالم بشكل عام، وفي الشرق بشكل خاص.

صحيح ان لبنان هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط ومن بين الدول العربية التي يرأسها رئيس مسيحي، وهذا الأمر له أبعاد عميقة ومجذرة في هذا العالم لما يمكن لهذا البلد الصغير مثل لبنان، ان يلعب دوراً كبيراً ومكملاً للتعايش المسيحي – الاسلامي، كما للحضارة التي تربطه بكثير من الدول العربية والأوروبية.

فالرئيس عون سيشدد أمام بابا روما على أهمية الدور المسيحي الذي يمكن للبنان ان يلعبه في الشرق الأوسط انطلاقاً من المحافظة علي القيم والوجود المسيحي في تلك البقعة، كما الروابط المتينة بين مسلميه ومسيحييه والمتمثلة بالعيش المشترك بين أهل الوطن الواحد، واحترام العادات والتقاليد لكل طائفة ومذهب.

وقالت مصادر سياسية مواكبة لزيارة عون ان محطة الفاتيكان والتي تعتبر من أهم وأثمن المحطات الأوروبية في بداية عهد جديد، سيكون لها وقعها وأصداؤها في الدول العربية المجاورة، كما الأوروبية نظراً لما قد يحمله الرئيس من رسائل ومعطيات ودور فعال في محيطه العربي وفي العالم. وأشارت الى ان مواضيع البحث قد تكون متشعبة وكثيرة، إلا ان الدور المسيحي في الشرق الأوسط وأهمية المحافظة على وجوده وجذوره وعدم تهجير المسيحيين عن تلك الارض، هو من أهم وأبرز المواضيع التي سيتناولها البابا مع الرئيس عون في حضور وزير الخارجية جبران باسيل. وقالت إن موضوع الارهاب وما تعيشه دول المنطقة من تهديدات يومية، وحروب ومجازر، وقتل وتدمير نقاط سيتوقف عندها الطرفان، كما ان التطرف والفساد والقتل الذي يضرب كل دولة ويهدد أمنها وعيش أبنائها، ويتمدد في كل أنحاء العالم، سيكون بنداً أساسياً ورئيسياً في المحادثات اللبنانية – الفاتيكانية.

إلى ذلك أشارت المصادر الى ان الرئيس عون سيستكمل محادثاته لاحقاً مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترتو بارولين ويتناول مواضيع تخص الدولتين والمنطقة. وقد يضع الرئيس عون البابا في أجواء لقاءاته الأخيرة في القاهرة وزيارته الى مفتي الازهر وبابا الأقباط، والطروحات التي قدمها خلال الزيارة وكيفية تفعيل ثقافة الحضارات والأديان بين المسلمين والمسيحيين.

بالاضافة الى الوضع المسيحي في الشرق الاوسط وكيفية مواجهة الأخطار المحدقة به وإيقاف تهجير مسيحيي العراق وسوريا وغيرهم من الدول المهددة فإن الوضع في المنطقة ودور الفاتيكان الداعم لسياسات الغرب والمسيحيين سيكون من البنود التي سيتم التطرف اليها نظراً للدور المعنوي والثابت لما تقوم به الفاتيكان من اتصالات مع جيرانها الأوروبيين وما يربطها من صداقات في تفعيل دورها وحضورها في الشرق.

الرئيس عون الذي ترافقه السيدة الأولى وعائلته سيلتقي أفراد الجالية اللبنانية في روما، كما ستكون له لقاءات مع رهبانيات مارونيات ورسل وكرمليين بحيث سيشارك في قداس في الكنيسة المارونية مع أفراد الجالية هناك. والزيارة الفاتيكانية، تأتي غداة «غيمة الصيف» التي مرت في سماء علاقات لبنان بمحيطه وبالمجتمع الدولي في آن، جراء المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية من سلاح «حزب الله» حيث اعتبره مكمّلا لدور الجيش اللبناني، أما القمة العربية التي تنطلق في عمّان في 29 الجاري ويفترض ان يشارك فيها أيضا الرئيس عون، فتُعتبر هي الاخرى مناسبة لإزالة أية «رواسب» سلبية قد يكون خلّفها كلام بعبدا من «السلاح» وطيّ صفحة الالتباس الذي حصل، نهائيا. وستشكل القمة، فرصة لاعادة قطار توطيد علاقات لبنان بالعرب والدول الخليجية – والذي بدأ رئيس الجمهورية مساره مطلع العام بزيارته السعودية وقطر- الى سكته الصحيحة. ويفترض ان تكون الاطلالتان الرئاسيتان من روما والاردن كفيلتين بتوضيح موقف لبنان الرسمي مرة لكل المرات.