IMLebanon

“كسرُ عون كسرٌ لنا… اتفقوا معه”

يُتابع المتابعون اللبنانيون الجديون لـ”حزب الله” أنفسهم الحديث عن الأسباب أو الدوافع التي أملت على قادته وفي مقدمهم الأمين العام له السيد حسن نصرالله موقفهم الحذر و”الشكّاك” والمتريّث والأقرب الى الرفض منه الى القبول، فيقولون أن من أبرزها رفضهم التام السماح “بكسر” العماد ميشال عون أو الإسهام في “كسره” سواء من “تيار المستقبل” أو من حلفائه المسيحيين وفي مقدمهم “حزب القوات اللبنانية”. وهذا موقف أعلنه نصرالله من على شاشات التلفزة أكثر من مرة، وهو متمسّك به اليوم بعد محاولة “الكسر” التي تعرّض لها زعيم “التيار الوطني الحر” عندما رفضت المملكة العربية السعودية اقتراح “ابنها” وحليفها الرئيس سعد الحريري تبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية قبل أشهر، وشاركتها موقفها جهات لبنانية عدة بعضها مسيحي. وتمسّكه يزداد اليوم لأن “الكسر” سيقع بأيدي حلفاء عون، أو هكذا خُطّط له، وهو المرشح للرئاسة نائب زغرتا سليمان فرنجيه الابن المدلّل لـ”سوريا الأسد” منذ أيام مؤسسها الراحل حافظ الأسد، وأحد طرفي الثنائية الشيعية رئيس حركة “أمل” ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي الحقيقة يضيف المتابعون أنفسهم، أن تمسّك “حزب الله” برفض “كسر” عون نابع ضمناً من عامل آخر هو رفضه “انكسار” أمينه العام السيد نصرالله. فهو الذي أعلن حماية حليفه من “الكسر”. والنجاح في ذلك سيكون عملياً كسراً له أيضاً، أي كلمته وموقفه. فهل ذلك هو ما وضعه أصحاب المبادرة الرئاسية في حسابهم يوم حضّروها وأقنعوا فرنجيه بها؟ طبعاً لا جواب جازماً عن هذا السؤال. لكن عدم إعطاءها الوقت الكافي، والامتناع عن التشاور مع عون ومع الحزب ومع الأفرقاء الآخرين، وعدم البحث معهم كلهم في أسس “التسوية الوطنية الشاملة” التي تحدث عنها نصرالله مرتين والتي تلقفها الحريري، كوّن انطباعاً مبدئياً أن هناك يأساً من النجاح في إقناع عون بالتخلي عن طموحه الرئاسي، وأن هناك رغبة في تطويقه وحشره بترشيح حليف له وواحد من عائلة “الحزب”. كما أن هناك رغبة في إبعاد الجو المسيحي المتعاطف مع نصرالله و”حزبه” عنهما بعدما شكّل في السنوات الماضية عقبة أمام فريق 14 آذار وكذلك أمام مسيحييه.

الى ذلك يفيد “حزب الله”، استناداً الى المتابعين الجديين له أنفسهم، أن الزعيم الزغرتاوي استعجل ولم يستمع الى نصح نصرالله له بالانتظار ريثما تنضج الأمور. وأنه بحث مع الحريري وعلى مدى ساعات في كل القضايا والاستحقاقات والموضوعات، ومعظمها خلافي، مثل الانتخابات النيابية وقانونها، والتعيينات وفي مقدمها داخل الجيش ومصرف لبنان (الحاكمية فيه). وأشار الى إمكان إعادة العميد شامل روكز الى الجيش وتعيينه قائداً له. وفي ذلك البحث أراد فرنجيه الاطمئنان الى وجود تغطية سعودية فعلية للمبادرة الرئاسية فسأل الحريري اذا كان “ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو مصدر التغطية في المملكة”! فكان الجواب “أعلى”. والأعلى هو طبعاً الملك سلمان بن عبد العزيز.

ويعتبر “الحزب” نفسه أيضاً أن فرنجيه أوقعه في إحراج كبير أولاً مع الشعبية المسيحية لعون وهي الأكبر بين شعبيات “الأقطاب” الموارنة الأربعة ومع المسيحيين عموماً سواء الذين يحبونه أو يكرهونه. ذلك أنه تدخّل في القتال في سوريا وسقط له قرابة ألف “شهيد” ومئات الجرحى من أجل الحفاظ على نظامها وعلى مسيحييها ومسيحيي لبنان وعلى نفسه أيضاً و”شعبه”. ولذلك فإنه لا يمكن أن يترك عون “يُذبح” عمداً أو عفواً. كما أوقعه فرنجيه في حرج كبير مع عون وعائلته، اذ ارتدى أهل بيته منذ اليوم الأول الأسود تعبيراً عن غضب وحداد معنويين طبعاً. واتصل أنصار له وقريبون منه بـ”الحزب” وقالوا: “هذه مجزرة كربلائية”. واستمروا “نقزانين” حتى يوم الاثنين الماضي. طبعاً هدّد البعض بإلغاء “ورقة التفاهم” والتحالف. لكن عون، وبعد فترة صمت ومراقبة وتأمّل ومشاورات، عاد الى التأكيد “أن السيد نصرالله صادق وكلمته كلمة ولا يطعن في الظهر”.

في هذه الأثناء، يقول المتابعون الجديون أنفسهم لـ”حزب الله”، لم تتوقف اتصالات كادرات النائب فرنجيه التي على صلة دائمة به بقياداته، وكانت يومية. وكانت عبارة عن أسئلة وتساؤلات مثل “أين صرتم في درس المبادرة؟ وهل توصلتم الى موقف وما هو؟ مع تذكير طبعاً بأن زعيمهم حليف للمحور الذي يضم “الحزب” وسوريا وإيران بل جزء منه، وكيف تركتونا؟” وكان الجواب الذي تلقّوه أكثر من مرة هو “اتفقوا مع العماد عون، هذا جوابنا”.

هل فرّط النائب فرنجيه بشيء مع الرئيس الحريري؟