يطلّ رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون اليوم على جمهوره ومحازبيه في مناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاقة «ثورة الأرز» في 14 آذار 2005، ليعلن مواقفه من المرحلة السياسية الراهنة، في ظل تراجع حظوظه الرئاسية بسبب انقسام حلفائه في قوى 8 آذار بين مؤيّد له وآخر مؤيّد للنائب سليمان فرنجية. وسيكشف العماد عون في الكلمة التي سيلقيها اليوم أمام جمهوره، وبحسب مصادر مقرّبة منه، معاناته مع بعض القوى السياسية الحليفة، والمحاولات الجارية على أكثر من مستوى لفرض سيناريوهات رئاسية تنطلق من الإخلال بالميثاقية والتغاضي عن حجم التأييد الذي بات يمتلكه عون بعد التطوّرات الأخيرة والإتفاق التاريخي بينه وبين «القوات اللبنانية». وقالت المصادر، أن العماد عون لن يتجاوز في تصعيده الجديد الخطوط المرسومة بعناية من قبله على الساحة الداخلية التي يحدّد فيها حلفاءه وخصومه، فهو يدرك أن محاولة حصاره رئاسياً ليست شأناً مستجدّاً، ولذلك فهو لا يكتفي بالدفاع عن مواقفه، بل يحاول فرض إيقاع هجومي جديد عبر رفع سقف المواقف في هذه المرحلة الحرجة، وذلك على الرغم من كل ما يتعرّض إليه تفاهمه مع «القوات اللبنانية»، في الأشهر الماضية.
من جهة أخرى، رأت المصادر نفسها، أن التصعيد المرتقب لن يكون على صورة ما يسعى بعض خصوم العماد عون التهويل به، وأوضحت أن موقفه سيستند إلى وقائع ومجريات من الأحداث السياسية الأخيرة التي تحمل إصراراً على عدم التراجع عن أي من العناوين التي وضعها لحملته وهي تمحورت حول رفض الفساد، وتصحيح التمثيل المسيحي في السلطة، والحفاظ على الميثاقية مع التمسّك بكل الشركاء في الوطن من دون استثناء. وأضافت هذه المصادر، أن الواقع الداخلي اليوم يختلف عما كان عليه عند بدء الشغور الرئاسي، فالأخطار المحدقة بلبنان باتت تدفع نحو استنهاض الجميع، وليس فقط جمهور عون وحلفائه، كون حجم المشكلات الداخلية يتعاظم يوماً بعد يوم، لا سيما في ضوء الأزمات المحلية والإقليمية. وأكدت أن التصعيد لن يحمل معه أي خطوات دراماتيكية، لكنه سيدقّ جرس الإنذار لاستمرار الفراغ الرئاسي، وانعكاس ذلك على الواقع المسيحي في لبنان والمنطقة، كما أنه سيتطرّق إلى الوضع الإقليمي لجهة انعكاسه على الخارطة السياسية الداخلية، ولجهة تأكيده على وجوب الحفاظ على «لبننة» الإستحقاق الرئاسي، وعدم السماح لأي طرف داخلي التدخّل في أي شأن داخلي من دون إغفال التأكيد على رفضه الحملات الهجومية ضد «حزب الله»، وتأكيده على دوره المقاوم.
كذلك، تابعت المصادر ذاتها، فإن العماد عون سيتناول تفاهمه مع الدكتور سمير جعجع، ويتكئ على هذا التفاهم لمواجهة حملة الحصار التي يتعرّض لها منذ إعلان «القوات» دعمها لترشّحه لرئاسة الجمهورية. وسيؤكد أيضاً على وجوب استمرار التفاهم والتضامن مع «القوات» لمقاربة قضايا أساسية أهمها الدور المسيحي في الإدارة، واستحقاق الإنتخابات النيابية والبلدية، وذلك بعد حصول الإنتخابات الرئاسية طبعاً. واعتبرت المصادر، أن العماد عون مصرّ على استكمال معركته الرئاسية، وإن كان وضع حلفائه اليوم مختلفاً عما كان عليه منذ عام، نظراً إلى انقسامهم بين مؤيّد له وآخر داعم لترشيح رئيس تيار «المردة». وكشفت أن هؤلاء الحلفاء المنقسمين في 8 آذار، سيستمعون من العماد عون إلى عرض مفصّل حول الإنعكاسات السلبية لهذا الإنقسام على مجمل المشهد اللبناني وتحديداً على فريق 8 آذار.