IMLebanon

عون مستمر في ترشيح نفسه ومصرّ على الوصول الى بعبدا

طويت صفحة التمديد بكل مآثرها ومفارقاتها التي وحدت اقطاب من 8 و14 آذار في سلة واحدة لتأييد التمديد والسير به لتبدأ صفحة الانتخابات الرئاسية التي عاد الحديث عنها ما ان مر قطوع التمديد وحصل المجلس على ولاية سنتين وسبعة اشهر اضافية على تمديده الاول ولكن بدون ان تنتفي صفة الترابط بين التمديد وما رافقه من مواقف وبين الملف الرئاسي، خصوصاً ان ما صدر عن بعض القوى السياسية صنف بالنسبة الى العديد من المحللين السياسيين ابان التمديد للرئاسة لا يصب في مصلحة من عارض وقاطع التمديد، والمقصود كما تقول اوساط هؤلاء النائب ميشال عون المرشح الابرز لرئاسة الجمهورية الذي اطلق معارضة شرسة على التمديد اكسبته الكثير من النقاط الرابحة على اخصامه في الشارع المسيحي ولكنها بالمقابل ادت الى قطع علاقته وتوقفها مع تيار المستقبل الذي خاض التمديد وانتصر في المعركة كما ان اصرار رئيس تكتل الاصلاح والتغيير على المضي في الطعن الدستوري من شأنه ان يتسبب باشكالية مع رئيس المجلس الذي سار في التمديد لأن لا خيار آخر وتعبيراً عن قناعته الزائدة رأى ان لا مانع من التمديد لثلاثين سنة اخرى تحت وطأة الاحداث وما يجري في المنطقة ولبنان.

ولكن هل خسر عون فعلاً الرئاسة نتيجة التمديد وما رافقه من التباسات لا تزال تلقي بثقلها خصوصاً ان عون عمد الى اطلاق المزيد من المواقف التصادمية في المرحلة التي تلت على تيار المستقبل ؟ وما هي حظوظه الرئاسية على ضوء المتغيرات الاقليمية ووسط صراع الامم ؟ بالنسبة الى العارفين بما يجري في الرابية فان الجنرال ما كان ليتنازل عن معركة التمديد للمجلس مهما كان الثمن وحتى لو كلفته الرئاسة واغلى الفواتير، فهو لو رغب فعلاً بالرئاسة باي ثمن لكان فعل كما فعل الآخرون ازاء التمديد خصوصاً ان حلفاءه ساروا بالتمديد، ولكان عون ساير رئيس المجلس الذي ساهم التمديد في توتير علاقته به على الأقل بالحضور الى ساحة النجمة وعدم التصويت، ولكنه اتخذ الخيار الاكثر كلفة حتى لا يتنازل عن قناعته ويحبط جمهوره المسيحي، وبعكس عون فان القوات اخذت الخيار المختلف فمشت في التمديد الذي يخسرها مسيحياً لكنه يكسبها في معركة الرئاسة بضرب عون رئاسياً وتأجيج الخلاف بينه وبين عين التينة.

وباعتقاد وقناعة عون فان معركة التمديد قد لا تكون خاسرة له على الاقل شعبوياً وربما رئاسياً، فهو مستمر في ترشيح نفسه ومصر على الوصول الى كرسي بعبدا التي يعتبرها الجنرال من حقه كونه رئيس الكتلة المسيحية الاكبر في البرلمان وكونه لم يتنازل عن ثوابته لأي طرف ولم يخزل جمهوره المسيحي في اي محطة او استحقاق فهو مشى في التمديد عكس رغبة بري والمردة وحزب الله وهذا يعني ان الرابية لا تساوم على قناعتها كما تقول الاوساط.

وفي دلالة على استمرار عون في معركة الرئاسة عودته الى توزيع الرسائل في كل الاتجاهات، وتحديداً باتجاه المستقبل الذي عمل ولا يزال يعمل لقطع الطريق امام وصوله الى قصر بعبدا، وبتعزيز تفاهم مع حزب الله الذي انتقل من التفاهم الى التكامل الوجودي خصوصاً بعد ان اطلق الأمين العام لحزب الله في المناسبة العاشورائية مواقف دعم الجنرال وتسميته للرئاسة الأولى، فالواضح ان عون لن يتراجع عن معركة الرئاسة، وهو في صدد شحن «بطاريته» بقوة لخوض المعركة الرئاسية ليتسنى له ان يستمر طويلاً خصوصاً ان المواجهة اصبحت واقعة واكثر جدية مع ارتفاع اسهم قائد الجيش لدى دول القرار بعد انجازات الجيش وحربه على الارهاب ومع بدء الحديث عن سيناريوهات وتسويات تقوم على تحويل عون من مرشح الى الرئاسة الى الناخب الاول والاقوى في الاستحقاق مقابل سحب ترشيحي عون وجعجع لتسويق شخصية من خارج الاصطفافات السياسية ومن خارج ناديي 8 و14 آذار.