لخص الجميع بلا إستثناء «مفاعيل الساعة السياسية المحلية» بقولهم إن «المعترضين على التمديد لمجلس النواب هم المسؤولون عن تعطيل إنتخاب رئيس الجمهورية»، وزادوا على ذلك قولهم ان «الجيش اللبناني لا غبار على أدائه وهو قام بعمل جيد في طرابلس خصوصا والشمال عموماً»، والجميع مطالبون بدعمه من غير لف أو دوران، بحسب قول الرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد تكراراً أن «على الجميع أن يكونوا تحت سقف الدولة كي يشعروا بأن دولتهم لا تميز بين مواطنيها»!
من حيث المبدأ من الضروري القول أن مرحلة التمديد للمجلس النيابي قد إنتهت وأصبحت وراءنا، فيما المطلوب من النواب العمل لما فيه تحقيق الإستحقاق الرئاسي وكل ما يقال عكس ذلك يجسد عكس المرجو، لاسيما ان من قالوا أنهم ضد التمديد للمجلس هم من أوصلوا الى التمديد حيث لا بد من إجراء الإنتخابات الرئاسية لتنتفي الحاجة الى التمديد وكل ما له علاقة بهذه الخطوة غير الشعبية.
والذين يعلقون أهمية على تفاهم مرتقب بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي يرون أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي وقف مع التمديد للمجلس لا بد له من أن يتفاهم مع سمير جعجع على المرحلة الثانية التي قد تؤدي تلقائياً الى سحب جنبلاط مرشحه للرئاسة النائب هنري حلو، قناعة منه ان بقاء الأخير في المعركة يمكن أن يفسر بأنه لمصلحة العماد ميشال عون، فيما هناك من يرى العكس تماماً، لذا، فإن المطالبة بانسحاب حلو ستكون محور محادثات ومراجعات جدية بين جبهة النضال والقوات اللبنانية، وهذا ما قد يؤدي الى تصاعد الدخان الأبيض من بكركي والمختارة ومعراب في وقت واحد!
وإزاء كل ما تقدم، يبقى من يرى أن «الجنرال هو الأكثر شرعية للوصول الى رئاسة الجمهورية» بحسب قول الوزير محمد فنيش الذي استبعد حصول خطوات إجرائية لعقد جلسة لانتخاب الرئيس، خشية اصطدام عون بالرأي القائل انه يريد الرئاسة بشروط من بينها «تكريس تدخل حزب الله في سوريا»، وأي كلام آخر لابد وانه يجافي الواقع، خصوصا ان تبني حزب الله ترشيح عون يأتي من ضمن تفاهم كامل وتحالف متين، وصولاً الى ما يجسد المصلحة المشتركة بما في ذلك الرؤية المشتركة للبنانين المستقبل!
وعما إذا كان هناك مزايدة من حزب الله في الموضوع الرئاسي، لما فيه مصلحة عون، ترى أوساط حزب الله ان من الضروري الوقوف عند كل ما من شأنه تجسيد العلاقة الوطنية بين الجانبين على الرغم من قول المراقبين ان الأمور التي تباعد بين جنبلاط وجعجع أكثر بكثير من الأمور التي تجمع بينهما، لاسيما إن مزايدات من هو مع ومن هو ضدّ لا تزال سائدة سياسياً؟!
وبالنسبة الى ما هو مرتقب في مجال الصراع على الرئاسة بين الجنرال والحكيم، تؤكد جهات مسؤولة ان «الأول بات مقتنعاً بأن الثاني قد قطع عليه طريق الرئاسة، فيما يعرف الثاني ان طريقه الى بعبدا دونها حسابات محلية وإقليمية عرف عون كيف يطورها لغير مصلحة خصمه، لكنه لم يعرف الى الآن كيف يحيكها لما فيه مصلحته بحسب إجماع المراقبين الذين يقولون إن جل ما يتطلع اليه «الجنرال» هو إنسحاب جعجع كي لا يقال إن الأخير يطارده في السياسة كما في الرئاسة.
وفي الحالين لابد وإن يستبعد عون نفسه من السباق الرئاسي لأن جعجع قد قطع الطريق عليه!
من هنا يتكرر سؤال منتقدي التمديد لمجلس النواب عما إذا كان لديهم من بديل أقله لأنهم لم يعرفوا كيفية توظيف الإستحقاق الرئاسي لما فيه مصلحة قوى 8 آذار التي جيرت قدراتها لمصلحة عون فيما تعرف تماماً ان نفس الجنرال قصير وليس بوسعه الإستمرار في معركة خاسرة بالتأكيد، قياساً على ما تم الأخذ به من اصوات مع ومن أصوات ضد، حيث لا مجال بعد الآن للقول ان من الضروري الإبقاء على التوازن في معركة الرئاسة الأولى، مع العلم ايضاً ان أكثر من جهة حيادية قد أبلغت عون ان من مصلحته الإنسحاب من السباق طالما أن خصمه مستعد للخطوة عينها، من غير حاجة الى شروط باستثناء شرط الإعتراف بأن جعجع قد قطع الطريق على الجنرال ولا حاجة بعد ذلك للقول ان عون قد كتب نهاية رئاسته بيديه الاثنتين؟!