تتكثف الاتصالات السياسية بعيدا من الاضواء بعدما اصطدمت كل الاقتراحات والصيغ التي طرحت في السوق الانتخابي بالحائط المسدود، وإعلان أصحابها وقف محركاتهما على هذا الخط، مع نزول القوات اللبنانية والمستقبل الى الساحة في محاولة كسر المراوحة القاتلة، وسط انشداد اللبنانيين الى ما ستسفر عنه اللقاءات سواء المعلنة وغير المعلنة بين طباخي القوانين او تلك الوزارية الرسمية تمهيدا للوصول الى توافق اقله حول النقاط الاساسية للقانون الموعود، وانحصار الهم في الايام الفاصلة عن اخر مهلة دستورية قبل الوصول الى المجهول اذا ما وصلت البلاد الى الفراغ.
غير ان الاجواء التفاؤلية بقرب الوصول الى خط النهاية، عاكستها مواقف حادة في شأن القانون لا تشي بانفراج وشيك، في ظل افضل مراحل التنسيق والتفاهم بين الرئاستين الاولى والثالثة، وتعثر الخطوات على طريق بعبدا – عين التينة مع اتساع الهوة بين الرئيسين عون وبري، في ظل غياب الزيارات الاسبوعية المعهودة لرئيس المجلس الى بعبدا، بحجة الوضع الامني ، وبلوغ الصراع المستتر بين المقامين وجها خطيرا من خلال خروجه الى العلن حول غالبية قضايا الساعة، بحسب ما تشير مصادر سياسية متابعة، اذ فشلت حتى الساعة كل المساعي التي بذلها رئيس الحكومة للجمع بين الشخصين.
وفيما مرت جلسة مجلس الوزراء على خير لجهة عدم مقاربتها لملف الكهرباء المتفجر، نتيجة لاتصالات الساعات الماضية، يبدو ان شبه الإجماع على اعتماد النظام النسبي قد فتح الباب أمام مواجهة عقدة رئيسة تتعلق بتقسيم الدوائر الانتخابية، التي باتت مطروحة على مستوى لبنان من بيروت والجنوب مرورا بالشمال وصولا إلى البقاعين الأوسط والغربي حيث يطالب كل من الوطني الحر والقوات اللبنانية نقل عدد من المقاعد المسيحية مقابل مطالبة امل بخطوة مماثلة، وهذا لا يزال يشكل نقطة خلاف.
وفي هذا الاطار تكشف اوساط مواكبة ان ليونة الثنائي المسيحي جاءت نتيجة للضغوط التي مارسها رئيس الجمهورية لجهة القبول بالنسبية الكاملة تاركا لهذا الفريق التفاصيل فيما خص الدوائر، حيث شبه اجماع على رفض اقتراح الـ 15، بعدما حلت مسألة الصوت التفضيلي على صعيد القضاء مع قبول النائب جنبلاط بالامر شرط تثبيت رئاسة مجلس الشيوخ للدروز، الامر الثاني الذي ترك لمعراب والرابية ان يفاوضا عليه كذلك بالنسبة للصلاحيات، وهو ما لمسه رئيس الحكومة بالامس خلال زيارته لبعبدا ودفعه للحديث عن امكانية تصويت على خمسة بالمئة طالما ان الاتفاق تخطى الـ 95% من النقاط.
وفيما تستمر الحرب «الانتخابية» الباردة غير المعلنة بين التيار الوطني وحزب الله، استبعدت مصادر البرتقالي تهديد الثنائي الشيعي لميثاقية الحكومة عبر انسحابه منها في حال الفراغ او اللجوء الى التصويت ،واضعة ما يتم تداوله اعلاميا في باب الضغط والتخويف لدفع الفريق المقابل للتنازل، معولة على دور حزب الله الضابط للمعادلة الوطنية ،كاشفة ان رئيس الجمهورية لم يحسم بعد مسألة فتح دورة استثنائية للمجلس تاركا المجال امام ما ستؤول اليه نتائج الاتصالات خلال الايام القادمة ،جازمة بان الوقت بات داهما ولا مجال لتمييع الامور.
فهل وصل قانون الانتخاب الى الخواتيم التي من شانها ان تفتح كوة في الجدار المسدود؟