هل يعني اتفاق «التيار الوطني الحر» «والقوات اللبنانية» على عدم حضور اي جلسة تشريعية لا يكون فيها قانون الانتخابات الجديد من اول المواضيع المطروحة بالاضافة الى قانون الجنسية؟
تحدث الدكتور سمير جعجع بصراحة ان مسألة استعادة الجنسية اصبحت قاب قوسين او ادنى من التحقيق ليلاقي بذلك جولات وزير التيار الوطني جبران باسيل الى الخارج من اجل تحقيق هذا الغرض، بغض النظر عن ضم جعجع قانون الجنسية الى صدره كانتصار حققته القوات اللبنانية الا ان مصادر التيار الوطني الحر «لا ترى في ذلك اي ضيم او ضرر ما دام يحقق مصلحة اللبنانيين عموما والمسيحيين بصورة خاصة حتى ولو اعلن جعجع الامر بنفسه فالتيار والقوات فتحا صفحة جديدة من التعاون بينهما قائمة في الاساس على هذه المواضيع بعيدا عن مسألة رئاسة الجمهورية واستعمل جعجع كلمة: «اتفق» الطرفان على عدم النزول الى المجلس النيابي! فهل ما يعمل عليه الفريقان يدخل فيما يمكن تسميته اتفاق او تفاهم او «اعلان نوايا» وفي كافة الاحوال فإن تقدم الحوار بينهما للوصول الى اتفاق يعني امورا كثيرة ستتم ترجمتها سريعا من خلال لقاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
وتقول اوساط مواكبة ان كلام جعجع لمناصريه في استراليا حول موضوع الجنسية لم يثر التيار الوطني الحر، ولم تصدر عنه اية مواقف يمكن لها ان تربك الطرفان الواقفان على حبل رفيع يحملان ملفات ثقيلة واوزان اخرى تضاف اليها يمكن ان تقطع هذا الحبل الا ان الرغبة بالسقوط او النزول عنه ليست متوافرة لدى الطرفان وان كان جعجع يدفش باتجاه صب الزيت على النار بشكل متزايد بين عون والرئيس نبيه بري حيث علاقة الرجلين متوترة في الاساس ولم تكن سوية في يوم من الايام وليس في نية عون زيادة «الدوز» لمشاكله مع بري، فيما جعجع مرتاح لهذا الدفش على خلفية عدم وقوع خسارة لديه بينه وبين رئىس المجلس فالعلاقات بين بري والقوات واقفة عند الغزل الدائم بينهما ولكنها جامدة على هذا الخط لا تتقدم ولا تعود الى الوراء والراحة بادية على القوات لهذه الناحية وليس في فمها ماء انما ليس بالمستطاع ان يعمد عون الى زيادة الاثقال بينه وبين حليف حليفه.
الاوساط المواكبة تستبعد ان يكون عون قد جر القوات الى هذا الموقف من الجلسات التشريعية بل ان العكس قد حصل وفي مطلق الاحوال، فإن هذا الامر لا يرضي الرئيس بري واعلن صراحة امتعاضه منه، ومن الطبيعي ان تتكون نسبة العتب من قبل بري واقعة على العماد عون وليس على جعجع، ولم يكن كلام جعجع عبر «السكايب» الى استراليا سوى وجه من اوجه هوامش تم الاتفاق عليها خلال اللقاءات بين التيار والقوات، ولكن هذه الاوساط تعتبر ان جعجع اختار الوقت المناسب لعدم حصول ردود فعل من التيار الوطني وعلى مسافة قريبة من توقيع «اعلان النوايا» ولكن اذا اراده جعجع «اتفاقاً» فهذا يشير الى امتعاض بعض قيادات التيار من مسألة «الغرف» من مكياله الذي يتم تتويجه بعزم وزير الخارجية جبران باسيل على وضع قضية استعادة الجنسية في سلم اولوياته وهو لهذا الامر جال في اصقاع الدنيا من اجل تحقيقه وعملية قطف ثماره من قبل القوات لا بد من ان تحدث تململاً لدى انصار التيار على خلفية ان الزارع هو الذي يقطف، ولكن ما حدث يبقى حسب هذه الاوساط مجرد رياح خفيفة لا تؤثر في قلب الاوراق حيث يبدو للجميع ان اللقاء المرتقب بين عون وجعجع سيحصل خلال عشرة ايام على ابعد تقدير ان لم يكن قبل هذه المدة فهناك امور استوت وحان قطافها والتأخير ليس في مصلحة الطرفين.
لذلك تتوقع هذه الاوساط ان يلتقي عون وجعجع بشكل سريع دون تحديد زمان اللقاء نظرا للاوضاع الامنية الخطيرة ولكن لزوم التوقيع اصبح تحت وقع ضغوط البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والسفارة البابوية بحيث غمز الراعي مرارا من طول الوقت الذي اتخذه الحوار، وتتساءل هذه الاوساط المواكبة، هل توقيع «اعلان النوايا» يستلزم هذا الوقت بين المسيحيين وهم معرضون لخطر داهم في وجودهم وقوتهم؟ فكيف ستكون الصورة اذن، اذا ما استلزم الامر في المرحلة الثانية الدخول في الملف الرئاسي؟ وهل ستأخذ وقتا لا نهاية له نظرا لحساسية هذا الملف؟ هذا اذا لم تطرأ امور سياسية وميدانية على الساحة اللبنانية تأخذ من نور هذا الحوار القواتي – العوني قوته ويصبح خافتا الى حد بعيد،، لذلك فإن عامل الوقت ليس في مصلحة الجميع فكيف اذا كان ما يتم تحضيره للمسيحيين لا يعلم به احد ولا يناصرهم اي فريق دولي او اقليمي وهذا ما يتخوف منه سيد بكركي ويقلقه بشكل دائم.