IMLebanon

عون «يغرق» في الخسائر والتهجّم على الجيش.. يزيد «الحفرة»

يراكم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون الخسائر. وأبرز خسائره مرده الى تهجمه اللفظي والجسدي على قائد الجيش وعلى المؤسسة العسكرية التي يعود جزء كبير من شرعيته الشعبية الى كونه خرج من رحمها. فقد اتهم العماد جان قهوجي بـ«تسييس الجيش» ورأى أن الجيش «مقصر وحدودنا مهددة بالإرهاب وبإسرائيل».

ويرجّح سياسي مسيحي سيادي مخضرم أن يؤدي ذلك الى إضعاف حجم الحشد الذي سيلبي الدعوات إلى التظاهر. فإضافة إلى كون التطاول على المؤسسة العسكرية من قبل قائد سابق لها يسهّل على الآخرين اتباع السبيل نفسه، فهو يمس الضمير المسيحي الذي كان تاريخياً وما زال يرى المؤسسة العسكرية مصدراً للطمأنينة. فـ«القوات اللبنانية» لم تتخط نهائياً حتى الآن السلبيات التي تولدت لدى الرأي العام المسيحي من جراء المواجهات مع الجيش خلال حرب الإلغاء، وذلك رغم ان هذه المعارك فرضت عليها ولم تخترها. ويعرب المصدر عن خشيته من أن يتخطى تصعيد عون الهجوم على موقع قائد الجيش الماروني ليطاول، وفق الحاجة ودرجة الغضب، الكنيسة والبطريرك نفسه الذي أكد مؤخراً ان «اتفاق الطائف»، ركيزة الدستور والذي يعارضه عون، هو «الصيغة الأجمل للبنان».

ويلفت المصدر الى أن القلق الرئيس ينبع من استغلال «حزب الله» «الثغرة« العونية للإطاحة بـ«اتفاق الطائف« لمصلحة «مؤتمر تأسيسي« يرغب به. فبنظره أقر الاتفاق عام 1989 «عندما كانت الزعامة الاحادية في المنطقة معقودة للمملكة العربية السعودية. أما الآن، وخصوصاً بعد الاتفاق النووي، فثمة زعامة إقليمية أخرى مقرها طهران معترف بها دولياً وتتمتع بامتدادات داخل عدد من الدول العربية«. كما يعتبر «حزب الله« «أن الدستور لم يعد يوفر له ما يستحقه« بسبب حجم التضحيات التي قدمها لحماية لبنان سواء من اسرائيل سابقاً أو من التكفيريين لاحقاً، بما بات يحتم إعادة توزيع للسلطة من مناصفة الى مثالثة تأتي، إن أتت، على حساب المسيحيين. ويشير المصدر الى أهمية تشدّد «قوى 14 آذار« حالياً أكثر فأكثر بهذا الاتفاق لترقى به من «اتفاق الضرورة الى اتفاق الخيار» حتى لا يضيع البلد في المجهول، خصوصاً وأنه لا يستبعد موافقة المجتمع الدولي على تعديلات دستورية لمصلحة «حزب الله» عندما يلتزم بخطوات تحفظ أمن اسرائيل ومنها تسليم سلاحه للدولة.

ومن خسائر عون أيضاً، فشله في فرض أولوياته على طاولة مجلس الوزراء، سواء بالنسبة للتعيينات الأمنية أو لآلية العمل الحكومي في ظل الفراغ الرئاسي. وما كلامه عن اندراجه في الخط الإقليمي الرابح إلا «أضغاث أحلام» فالاتفاق النووي انتصار لفريق إيراني على آخر في أحسن الأحوال وليس انتصاراً على الولايات المتحدة لأنه فعلياً هزيمة للموقف الإيراني الذي درج لعقود على مناهضة الهيمنة الأميركية وحلفائها على المنطقة. ويشبّه المصدر هذا الموقف بـ«حقائق» سبق لعون أن أعلنها، ومنها قبل ثلاث سنوات «الثلاثاء« الشهير الذي سيعلن فيه الأسد انتصاره، وقبله قوله «صححنا الميزان» عن «اتفاق الدوحة» الذي أعقب سيطرة «حزب الله على بيروت عسكرياً في 7 أيار 2008. 

ويبدو عون وحيداً في مساره. فحليفه المسيحي الاول النائب سليمان فرنجية لا يتعدى نفوذه حدود جسر المدفون. أما حليفه الرئيسي «حزب لله» والذي سمح، رغم شراسة عون في المعارضة، بمرور تأجيل تسريح رؤساء ثلاثة مناصب أمنية منها قيادة الجيش، لمدة عام، فلن يصل حد السماح له بزعزعة الاستقرار. والاستقرار ضمانته الحكومة من جهة واستمرار القيادة العسكرية من جهة أخرى خصوصاً مع تراكم الملفات الضاغطة من النفايات مثلاً إلى ما سيستجد الشهر المقبل بالنسبة لرواتب القطاع العام، إضافة الى خسارة هبات وقروض ميسّرة، لبنان في أمسّ الحاجة إليها.