«الجنرال» يخوض معركة «حماية الهيبة».. إذا فُرضت
عون يواجه محاولة «قضم» الرئاسة.. وقيادة الجيش
مرة أخرى، يجد العماد ميشال عون نفسه أمام محك الاختيار بين الوفاء لقناعاته التي قد تقوده الى مواجهات صعبة، وبين اعتناق «مذهب الواقعية».
حساسية الاختبار الحالي تكمن في انه يتعلق بالمؤسسة العسكرية. يحاول «الجنرال» حتى الآن الدفع نحو حسم مبدأ تعيين مدير عام لقوى الأمن الداخلي وقائد للجيش بـ «التي هي أحسن»، لكنه لا يكف عن إطلاق الإشارات التي تؤكد جهوزيته لخوض معركة رفض التمديد، ولا يخشاها، في حال فُرضت عليه.
وهناك من يقول إن خسارة «الجنرال» لفرصة تعيين العميد شامل روكز على رأس المؤسسة العسكرية ستكون بمثابة رسالة سلبية، مفادها أن احتمال انتخابه رئيساً تلاشى، وبالتالي فإن عون قد لا يتردد حينها في قلب طاولة مجلس الوزراء، او غير ذلك من الخيارات التصعيدية، لأنه لن يحتمل خسارة قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية والهيبة في وقت واحد.
ويؤكد مصدر قيادي في «التيار الحر» أن مهزلة التمديد للقادة الأمنيين ستُواجَه، «ولن نسمح لأحد بأن يفرض علينا أمراً واقعاً، مهما كلف الأمر».
ويعتبر المصدر المقرب من عون أن مجلس الوزراء مُلزم بأن يعين مديراً عاماً جديداً لقوى الأمن وقائداً جديداً للجيش، احتراماً للقانون والأصول.
ويشدد المصدر على أن أي قرار بالتمديد هو شأن مجلس الوزراء ككل، ولا يخص فقط وزيري الداخلية والدفاع، وبالتالي، لن نقبل بتمريره أياً كانت الذرائع، مشيراً الى أن إقرار التمديد للقادة الأمنيين يحتاج الى إجماع الحكومة ولا تكفيه أكثرية الأصوات، لأن الوزراء مجتمعين باتوا شركاء في صناعة القرارات، في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية.
ويؤكد المصدر أن المعركة التي يخوضها عون ليست شخصية او عائلية كما يحاول تصويرها من يتقنون الهروب الى الأمام، وبالتالي فإن طرحه اسم روكز لقيادة الجيش، ينبع من الكفاءات التي يتحلى بها ولا علاقة له بصلة القربى.
ويشير المصدر الى ان من لا يؤيد تعيين روكز قائداً للجيش يمكنه أن يطرح اسماً غيره، وعندها سندقق في تاريخه وإمكانياته ليُبنى على الشيء مقتضاه، مشدداً على ان الأساس هو تكريس مبدأ التعيين وتداول السلطة حفاظاً على هيبة المؤسسات الأمنية والعسكرية ومناعتها الداخلية، وبعد ذلك فإن كل طرف يمكنه ان يدعم الاسم الذي يراه مناسباً، ثم يتم اختيار الأكفأ والأكثر ملاءمة لتحمل المسؤولية في هذه الظروف.
ويعتبر ان المطلوب الإتيان بقائد للجيش يملك روح المبادرة والقدرة على اتخاذ القرار، داعياً الى الاتعاظ من التجارب السابقة «الأمر الذي لا تتحمله المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الحساسة»، مشدداً على أهمية استقلالية وحزم من يتولى قيادة الجيش.
ويؤكد المصدر ان كل الاحتمالات مفتوحة في حال إصرار البعض على المضي في التمديد، جازماً «نحن نعني ما نقول، وننصح الجميع بألا يجرِّبونا».
ويلفت المصدر الانتباه الى ان «التيار الحر» سيذهب الى المواجهة حتى النهاية، إذا وقع محظور التمديد، حتى لو قرر الحلفاء او بعضهم عدم مجاراته.
ويكشف المصدر أن العماد عون تلقى إشارات إيجابية من معظم الأطراف التي تواصل معها حول ضرورة التعيين، لا التمديد، آملا في عدم التراجع عن هذا التوجه، ويختم «الكل بات الآن أمام الامتحان».