يخشى احد الزوار الدائمين للعاصمة الاميركية واشنطن من ان تصل الاوضاع في المنطقة الى صدور الترحم على «داعش» كون الادارة الاميركية تخطط لخلق مجموعات اكثر تطرفاً وهيمنة ووحشية من تنظيم «دولة الخلافة» وان المخابرات الاميركية تسعى الى بث الروح في الفصيل المعروف «بجماعة خراسان» الذي ورد اسمه مع انطلاقة الحرب على الارهاب بما يسمى بالتحالف الدولي على خلفية قيامه بالتخطيط للهجمات على الاراضي الاميركية على طريقتي «غزوة نيويورك»، وسحب اسمه من التداول بسحر ساحر، ولا يخفي الرجل اكتشافه التنسيق العالي المستوى بين الاجهزة الاميركية و«الموساد» الاسرائيلي حيث يجهد الطرفان من خلال اطلاق «مجموعة خراسان» كبديل «لداعش» لتطبيق قول تيودور هرتيزل مؤسس الحركة الصهيونية «سنجعل سفلة العرب يحكمونهم الى حد يستقبلون فيه الجيوش الاسرائيلية بالورود والرياحين».
ويضيف المصدر ان الاجهزة الاميركية تمسك بمفاصل «داعش» وتحركه وفق المرسوم لدوره، وان ابو بكر البغدادي الخليفة المزعوم حاول التمرد على الاوامر الاميركية، فالبوا عليه ما يسمى بمجلس الشورى وهذا ما دفعه الى اعدام 15 قيادياً من تنظيمه كانوا يعدون لاغتياله باوامر اميركية، وان ما تشهده دول المنطقة من فظاعات ليس سوى مقدمة تمهيدية لما هو اعظم من ذلك، حيث المطلوب وفق الاجندة الاميركية – الاسرائيلية ايصال الحروب المذهبية والعرقية الى الحدود القصوى في حرب قد تكون حرب المئة عام حيث لن يبقى احد ليسرق حجارة الطريق.
ويشير المصدر الى ان واشنطن في مخططها تسعى الى السيطرة الكلية على منابع النفط وعلى قاعدة ان الذهب الاسود ليس ملك الدول المنتجة له انما هو ملك للدولة العظمى على قاعدة ان الكرة الارضية قرية صغيرة وان وضع النفط في خدمة التكنولوجيا الاميركية المتقدمة حق مشروع لها، ما يستدعي اطالة عمر الحروب في سوريا والعراق وستمتد لاحقاً الى دول الخليج وقد طليعتها السعودية، وان البلد الصغير المحاط بالحرائق احيط بمظلة دولية واقية لاسباب تتعلق بالمصلحة الاميركية، واذا كانت واشنطن قد لعبت دوراً اساسياً في اقتلاع المسيحيين من العراق والمناطق السورية التي سيطر عليها التكفيريون، فانها ايضاً كانت وراء اضعاف المسيحيين في لبنان بعدما فشلت في تهجيرهم اليها يوم اعلن دين براون في سبعينات القرن الماضي وابان الحرب الاهلية عن استعداد ادارته لترحيل المسيحيين بواسطة اساطيلها وجوبه بالرفض من «الجبهة اللبنانية»، الا انها عبر اتفاق «الطائف» الذي رعته الى جانب السعودية وسوريا جرمت صلاحيات رئيس الجمهورية وابقته «صورة معلقة في القصر وفي الدوائر الرسمية» كما كان يقول الرئيس الراحل الياس الهراوي.
ويضيف المصدر انه فوجئ بلا مبالاة من التفاهم في مركز القرار الاميركي حيال انجاز الاستحقاق الرئاسي الى حد خروجه بقناعة ان الرئيس ميشال سليمان قد يكون آخر رئيس ماروني للجمهورية، وان المراكز التسعة التي بقيت للموارنة قد يتم الشغور فيها على طريقة الرئاسة، وهذا ما يدفع الجنرال ميشال عون الموضوع في الصورة الى اصراره على موضوع التعيينات في المراكز الامنية وفي طليعتها قيادة الجيش، كون ما حصل في الجلسة الاخيرة للحكومة يدل على تعد على صلاحيات الرئاسة الاولى التي يمارسها مجلس الوزراء مجتمعاً، فالقرار الذي اتخذ لدفع اكلاف اضافية للتصدير بحراً هو قرار غير قانوني وفق «التيار الوطني الحر» وعلى خلفية غير بريئة لتصوير الجنرال على انه ضد المزارعين علماً ان الشاحنات اللبنانية التي حوصرت في دول الخليج كالسعودية تمت اعادتها بحراً الى لبنان من اموال الهيئة العليا للاغاثة، فلماذا لا تعتمد نفس الطريقة اليوم؟
ويقول المصدر ان التيار البرتقالي ذاهب نحو التصعيد نيابياً ووزارياً وان النزول الى الشارع سيكون سلمياً وحضارياً. الا اذا قرر رئيس الحكومة و«التيار الازرق» كسر الجنرال فعندها سيكون لكل حادث حديث حيث يخلق الله ما لا تعلمون.