Site icon IMLebanon

أولى معارك عون الرابحة

يراهن البعض على تأجيل العماد ميشال عون الانتخابات داخل تيّاره بسبب عدم القدرة على تأمين انتقال سلِس للسلطة داخل العائلة الواحدة، في الصراع بين الوزير جبران باسيل وبين مجموعاتٍ تعارضُه في جلسات المقاهي وصالونات «مجالس العزاء».

يدرك الجنرال عون أنّ باسيل العالق ما بين مطرقة ابنِ اختِه النائب آلان عون، وسندان أجنحة أخرى في العائلة، سيفوز حتماً برئاسة الحزب فيما لو جرَت الانتخابات في موعدها المقرّر، لكنّ أحداً لا يضمن نجاحَه فيما لو تأجّلت المعركة، حيث ستبقى مفتوحةً على كلّ الاحتمالات، فيما يريد عون تَفادي التأجيل كي يتأكّد من نجاح باسيل، ومن إمساكه بالتيار، كما يمسِكه هو.

لهذه الأسباب وغيرها، تؤكّد مصادر مطّلعة أنّ العماد ميشال عون بات على يقين أنّ الرئاسة ستنتقل إلى جبران باسيل، أيّاً كان منافسه الحالي، سواءٌ النائب آلان عون الذي يُمثّل المجموعة التي تقول في الإعلام عكس ما «تدردش» في الصالونات، أم في مواجهة النائب ابراهيم كنعان، الذي ينتظر انعدامَ حظوظ نائب بعبدا، ليُقدّم نفسَه «شيخ الصلح» وعنصر التوافق، من خارج أسوار العائلة.

وتجزم هذه المصادر، أنّ الكوادر الأساسية المؤثّرة في التيار، تَعمل ضمنياً لصالح باسيل الذي نجَح بواسطة الخدمات، وبسبب التدخّل المباشر للعماد عون لمصلحته، بحَسم المعركة، التي ستَجعل منه أوّل رئيس منتخَب للتيار العوني.

وما الضغط الذي يمارسه الجنرال حاليّاً، إلّا لتأمين «السكور الأعلى» لصالح وزير الخارجية على حساب المجموعة الاعتراضية التي قمعَ الجنرال أصواتَ معظمها في الثلثاء الأسود، حيث تمّ تدجين البعض، فتحوّلت إلى مجموعة غير متماسكة.

وتضيف هذه المصادر، أنّ احتمال فوز باسيل بنسبةٍ ولو ضئيلة، سيؤدّي إلى تكريس أمر واقع جديد، أمّا فيما لو قُدِّر للمجموعة المنافسة تسَلّم السلطة فهي لن تترك أيّ جهد لتحجيم وزير كلّ الحقائب بالقدر الذي تستطيع فعله.

وعليه، تجهد الماكينة العاملة لصالح باسيل على التواصل المباشر مع مختلف القوى الفاعلة للحدّ من خطورة أيّ هفوة، تسمح للمجموعة الأخرى بالتسلل واقتناص بعض الأصوات.

إلى ذلك، تؤكّد مصادر غير حزبية وغير ناخبة، أنّ فوز باسيل في رئاسة التيار، سيكرّس انتقال السلطة بغَطاء ديموقراطي، وسيكون أوّل صهر حزبي منتخَب، عندها سيَسهل على العماد عون تفريق المعارضة وتشتيتها، وسيصبح الطريق مفتوحاً أمام باسيل كي يكون الزعيم الأوّل في التيار، كما سيكون معارضوه أمام تحدّي التماسك والاستمرار، لا سيّما بعد الفوز بالنقاط.

لهذا لا يتوقّع أن يتمّ تأجيل الانتخابات العونية هذه المرّة، وذلك بسبب تأكُّد الجنرال من فوز باسيل، الذي يريده عون بفارق كبير من الأصوات، ومن أجل ذلك شَمَّرَ عون عن سواعده، وبدأ بإجراء اتّصالات مباشرة مع الكوادر والمحازبين وحاملي بطاقات الانتخاب كي يصَوّتوا لباسيل، كما بدأ يتوَعّد نوّابَه، وخصوصاً منهم أولئك المؤيّدين للنائب عون، بأنّ الحساب سيكون عسيراً إذا ما استمرّوا بمعارضة باسيل، وتتوقّع المصادر أن تكون المعركة على رأس التيّار، محسومةً قبل وقتٍ مِن موعد الانتخابات، نظراً لتدَخّل عون المباشر، كما أنّ هذه المعركة سوف تفرز نتائجَ جديدة على مستوى التمثيل النيابي، فاللوائح السوداء جاهزة لشطب أيّ نائب لا ينخرط في معركة باسيل.