. في عز فورة الأفلام الهوليوودية المثيرة، ابتكر الاستغلال التجاري لأصحاب دور العرض، فكرة العرض المستمر في صالاتهم للأفلام، مع فترات استراحة قصيرة بين الفيلم والآخر، لجذب العدد الأكبر من المشاهدين والزبائن الذين يمضون وقتاً طويلاً في المشاهدة دون أن يشعروا بمرور الوقت! وفي السياسة يحدث أمر مماثل في لبنان والخارج. وأصحاب الصالات السياسية في لبنان هم الزعماء وقادة الأحزاب والتيارات الشعبية. والأفلام التي يعرضونها، هم الذين يقومون ببطولتها، وهي من اخراجهم أيضاً. والهدف هو واحد وينبع من الفكر الاستغلالي السياسي بما ينطوي عليه من مكاسب تجارية أيضاً! ومع الحرص على الابتكار والتغيير والتشويق بهدف الاثارة، يتحول الشعب اللبناني بمختلف شرائحه الى دور المشاهد والزبون في آن، ويمر الوقت دون أن يشعر بضياعه أحد!
***
أكثر الملفات أهمية وإثارة هو المتعلق بالاستحقاق الرئاسي بكل ما يحيط به من التشويق والسسبنس. وكان الفصل الأول فيه هو الشغور في حد ذاته، ثم تتابع فصولاً من السجالات الساخنة حول صفات الرئيس، ومواصفاته بلغة البضاعة والسوق والبيع والشراء! وتراوحت بين: الرئيس القوي أو الرئيس التوافقي، أو الرئيس الوفاقي. أو أن يكون من فريق ٨ آذار في مقابل رئيس للحكومة من ١٤آذار. أو أن يكون مستقلاً وحيادياً في زمن لبناني لم يعد فيه مستقلون وحياديون. وبلغت الاثارة الرئاسية أشدها مع مبادرة الرئيس سعد الحريري باختيار مرشح من ٨ آذار على أن يكون هو الزعيم الشمالي سليمان فرنجيه. وقبل أن تطمس التطورات الدراماتيكية في المنطقة هذا الحدث اللبناني وهو في بداية انطلاقه، ظهر فصل جديد أكثر إثارة وتم وضعه في التداول على الفور، بالتصريح علناً بأن زعيم القوات د. سمير جعجع يدرس جدياً بادرة اعلان دعمه لترشيح العماد عون للرئاسة…
***
عون، فرنجيه، جعجع، وبالعكس… الاستحقاق الرئاسي يتحول الى فيلم لبناني طويل مليء بالإثارة والتشويق، ويحجز المشاهدين في الصالات دون أن يشعروا بمرور الوقت! والعرض مستمر…