لا تزال ارتدادات «الاستعراض المسرحي» الخاطئ على مسرح «البيال» تفعل سلبيا في الفريق الاذاري الذي ثبت انه يعيش الوفاق بين أعضائه على القطعة. فوفق مصادر مسيحية، الحلفاء في 14 آذار يختلفون على كل شيء تقريبا وأما القليل الذي يجمعهم تحول إلى اسطوانة ممجوجة أصابت «السميعة» من الجمهور بالملل من تكرارها المستدام وفي ألبومها السلاح. سوريا إيران وحزب الله. لكن عند الدخول في الملفات اللبنانية يتحول اي استحقاق إلى عقدة النجار، وتدب الخلافات بين أبناء الصف ألواحد. فكيف إذا كان هذا الاستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية؟
فمع هذا الاستحقاق تضيف المصادر عصفت الرياح العاتية أرجاء 14 آذار وكادت أن تذريها في مهب الريح خصوصًا عندما اجتهد الرئيس سعد الحريري منفردا بخياره الرئاسي. فقامت الدنيا ولم تقعد إلا حين حضر صاحب الإجتهاد إلى لبنان كي يرد على أسئلة الحلفاء وان يشرح للقاعدة في تيار المستقبل الأسباب الموجبة التي دفعته الى اختيار النائب سليمان فرنجية صديق الأسد مرشحا لرئاسة الجمهورية. لكنه بدل أن يكحلها بصورة جامعة كما أرادها فإذا به يعمي البصائر على المسرح خصوصًا بعدما تمادى مع فتى الكتائب في أوضاع كادت تخرج رئيس «القوات» الحكيم من ثيابه للمرة الثانية في خلال عشر دقائق : وتعتبرهذه بعض النماذج التي يتناقلها القواتيون مع الرفاق في الوطني الحر وبها أنهم سيغيرون المعادلات في كل مكان ومهما كان شكل القانون، ففي عكار لن يرتاح أحد إذا تم تجاهل المكون المسيحي الجديد وفي زغرتا ستكون المعركة على أشدها إذا ما استمر التحالف المردي مع المستقبل. فالقادم في المرحلة الجديدة ليس كما كان في السابق. فالمسيحيون حزموا أمرهم وقرروا استعادة حقوقهم من دون أي تعديل في اتفاق الطائف وهم يؤكدون بأن حصتهم لن تقل عن خمسين نائبا في الانتخابات المقبلة وحينها يبدأ الحديث جديا عن المشاركة الحقيقية التي استولى عليها سياسيا الشيعة وأهل السنة وتركوا المسيحيين مهمشين من خلال العرقلة الدائمة لمشاريع الوزراء المسيحيين الذين باتوا شهودا للزور على طاولة الحكم .
وتسأل المصادر عن الأسباب التي دفعت بالآخرين إلى الاستنفار فورا بعد لقاء معراب؟ ولماذا هذا الاستهزاء المتمادي الذي يبديه ولا يخفيه الحريري بل يجاهر به حليفه مباشرة. وكأن بالحريري لا يريد هذه المصالحة التي ستسقط الأقنعة تدريجيا. فجعجع الذي تنازل عن حصته في الحكومات المتعاقبة أو حصل على بعضها المتواضع سوف يطالب بها كاملة، وفي المقابل فإن العرقلة ووضع العصي في دواليب المشاريع لوزراء التيار الوطني الحر انتهى زمانه ومفعوله.فمهما كانت نتائج المخاض الرئاسي فإن التحالف الذي انطلق لن يتوقف وهو سيشكل «التسونامي» الحقيقي لتغيير الواقع المتدهور للمسيحيين. ويؤكد البعض أن الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ الإستقلال حتى الآن هي التي تمنع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا لأنه من خارج هذا النادي العشائري. لكن .يضيف هؤلاء بأن العماد عون سوف يقلب الطاولة على الجميع بخطوات دراماتيكية ويسأل هذا البعض فيما لو اقدم الجنرال على ترشيح الحكيم فهل يتحمل هؤلاء نتائج هذه المبادرة علما ان الفوز في متناوله إذا صدق تيار المستقبل بتأييده المعلن لجعجع؟ اذاك ليتحمل الجميع المسؤولية. .وفي هذه الحالة الجميع يعني الجميع.