Site icon IMLebanon

حوار عون ــ جعجع توافق على المشكلة وخلاف على الحلّ

تدفّق عواصف الشتاء والثلج والهواء، العابرة للقارات على لبنان، ساعد على تبريد التوترات الامنية والخلافات السياسية بين الافرقاء المتصارعين، بالتكاتف والتضامن والتعاون مع مناخ الحوارات الايجابي، الذي يخيّم على التواصل القائم بين تيار المستقبل وحزب الله في «المنطقة الغربية» من بيروت، بالتوازي مع تواصل حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ في منطقتي كسروان والمتن، في اطار ملفات، بعضها مشترك بين الافرقاء المتحاورين، والبعض الآخر له خصوصية معيّنة، معنيّ بها كل حوار على حدة، ويأتي في طليعة الملفات المشتركة، ملف التفاهم على رئيس جديد للجمهورية، يساعد وجوده في اعادة الحياة والنبض لحكومة الرئيس تمام سلام، التي تكاد تسقط بضربات الوزراء القاضية، ما دفع بسلام الى تجميد اجتماعات مجلس الوزراء و«الهرب» الى اوروبا، علّ وعسى، تهدأ في غيابه سكرة الوزراء في احتفال ممارسة كل واحد منهم مسؤوليات رئيس الجمهورية، ما جعل 24 وزيراً يجرّون عربة الحكومة، كلّ في اتجاه، كما ان وجود رئيس على رأس الدولة، من شأنه ان يعيد الحيوية والانتاج الى مجلس النواب الذي يبتلع بالحرام اموالا، حققها الشعب بالعرق والجهد والحلال.

حتى الآن، والى اشعار آخر، يبدو ان انتخاب رئيس وفق الدستور والديموقراطية، ليس من ابناء الحياة والسلامة، لأن هناك فريقاً في لبنان وضع الدستور والديموقراطية جانباً، واستبدلهما بلعبة التعطيل التي تكاد تعطّل كل شيء في هذه الدولة المعذّبة، ما يعني انه في غياب الانتخاب، لا بديل عن التوافق، ولكن كيف يمكن الوصول الى التوافق على رئيس، في ظل خلاف عمره سنوات يقسم اللبنانيين بين فريق يريد الدولة ولا شيء امامها او خلفها او الى جانبها، وفريق يرى منعة لبنان وقوته، بوجود شركاء للدولة قادرين على القيام بعدد من المهام، يعتبرون انها غير قادرة على القيام بها، والموارنة الاربعة، الذين كرّستهم بكركي اقوياء، تبعا لشعبيتهم من ضمن مواصفات اخرى، منقسمون مناصفة بين فريق ينادي بالدولة، وفريق لا يمانع بالشراكة معها، ويزداد الامر صعوبة وتعقيدا، برفض فريق المشاركة، اي بحث برئيس من خارج نادي الاقوياء.

***

في ظل هذه التعقيدات العصيّة على الحل بدأ الاطراف الاربعة، يدقون ابواب الحوار، عل وعسى عن طريقه يمكن تخطي العقد المستعصية في موضوع الرئاسة الاولى حصرا، والجديد في هذا السياق عودة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري الى بيروت، واستؤنف من جديد الحوار المقطوع بين الحريري والعماد ميشال عون الى طاولة عشاء في بيت الوسط، كان طبقها الاساسي، البحث مجددا في امكانية تأييد الحريري للعماد عون في ترشحه للرئاسة الاولى، مع علم عون بصعوبة الحصول على هذا التأييد، من دون موافقة الدكتور سمير جعجع، حليف الحريري «الاستراتيجي»، وحتى تاريخه لم يحصل عون على تأييد جعجع له، واذا اردنا ان نحلل تغريدتي عون وجعجع في متابعة عيد ميلاد عون، يمكن القول ان عون يستعجل التأييد ويتمناه بحلول عيد الفصح، في حين ان جعجع المح الى ان امكان التوصل الى تفاهم في عيد ميلاد عون المقبل. بما يعني ان الاولوية عند جعجع، هي في التفاهم مع عون على انقاذ الدولة من الانهيار، ليصبح ممكنا التفاهم على رئيس يديرها في حين ان عون يريد رئيسا يعطي املاً بامكان انقاذ الدولة، ومن الآن وحتى يطوع الرجلان خلافاتهما ومفاهيمهما، سيبقى لبنان في عين العاصفة، وستبقى الاخطار كبيرة وفق اجماع يتشارك فيه الجميع هذه المرة، بأن لبنان مهدد تهديداً حقيقياً بمستقبله ومصيره، وخصوصا في سنة 2015 .