Site icon IMLebanon

حوار عون ــ جعجع: بكركي تكتفي بالمباركة والفاتيكان يشجع قيادي عوني: المهم الثقة.. وهناك امكانية للبننة الاستحقاق

ما الذي جعل العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع يسلكان طريق الحوار اليوم؟ وما هي الدوافع والاهداف لهذا الحوار الثنائي الذي يفترض ان يبدأ مطلع العام الجديد؟

يفضّل الطرفان عدم الخوض في تفاصيل الاسباب التي جعلتهما يجنحان الى الحوار، لكنهما يؤكدان في الوقت نفسه ان المناخ العام في البلاد هو مناخ حواري اليوم فلماذا لا نسلك هذا المسار؟

وتكشف مصادر مطلعة عن محاولات جرت لجمع الجنرال والحكيم منذ اكثر من شهر لا سيما بعد ان نشط الرئيس بري بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط لجمع تيار المستقبل وحزب الله ورعاية الحوار بينهما.

ومما لا شك فيه ان نجاح بري في اطلاق الحوار بين المستقبل والحزب شكل حافزاً اضافيا لعون وجعجع من اجل تسريع الاتصالات والتحضيرات للبدء بالحوار بينهما، مع العلم ان هناك خطوات عديدة قد اتخذت في هذا السياق.

وتقول مصادر مطلعة ان اكثر من شخصية وطرف دخل على خط الوساطة بين الرابية ومعراب، لا سيما بعد صدور اشارات ايجابية من الطرفين تشجع الوسطاء على العمل من اجل فتح قنوات التواصل والحوار بينهما.

واذا كانت بكركي قد عملت سابقاً بشكل مباشر على جمع الطرفين فانها اكتفت هذه المرة بالمباركة والتشجيع، وابلغت الوسطاء انها كانت وما تزال تشجع مثل هذا الحوار لا بل التعاون والتنسيق على المستوى المسيحي وعلى المستوى الوطني بصورة عامة.

ووفقاً للمعلومات فان الفاتيكان هي على معرفة بالجهود التي بذلت من اجل البدء بالحوار بين القطبين المسيحيين، وقد شجعت بعض الذين تحركوا لهذه الغاية ومنهم الوزير السابق رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن الذي اثار هذا الموضوع مع عون وجعجع، ويومها قال بعد لقاء الجنرال ان ابواب الرابية مفتوحة.

وبعد ذلك توقفت حركة الوسطاء لتبدأ مرحلة الرسائل المباشرة بين الطرفين، والتي تكرست بزيارة القيادي في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي الى الرابية واجتماعه بالنائب ابراهيم كنعان ثم العماد عون.

ووفقاً للمعلومات المتوافرة من مصدر قيادي في «التيار الوطني الحر» فان اكثر من سبعة اجتماعات عقدت بين كنعان ورياشي للتحضير للحوار، الذي يتوقع ان يعقد مطلع العام الجديد بعد اجتماع او اثنين تحضيريّين ايضاً.

وبالعودة الى السؤال حول توقيت حوار«التيار الوطني الحرّ» و«القوات» اليوم يقول المصدر القيادي في التيار ان الظروف السياسية الراهنة تفرض نفسها على الجميع، وهي ظروف ومناخات حوارية اخذت تتعزز في الاونة الاخيرة مع بدء الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله.

ويشير المصدر الى ان هناك مواقف مشجعة صدرت منذ اسابيع للجنرال عون وللدكتور جعجع منها دعوة رئيس «القوات» الى النزول للمجلس من اجل انتخاب الرئيس ورد رئيس التيار بالاستعداد للنزول مع حصر التنافس بينهما.

ويضيف انه في ضوء ذلك جرت اتصالات وبدأت آلية التواصل سعياً للحوار والتخاطب المباشر بين الطرفين.

وحول دور بكركي يجيب المصدر، «بكركي تبارك كل لقاء ماروني او مسيحي، لكن الدعوة للحوار اليوم لم تأت مباشرة من بكركي، بل ان ما جرى ويجري في هذا الاطار هو عمل سياسي قام ويقوم به الحزبان».

لماذا الان؟

يقول المصدر «لم لا؟ فالمناخات الحوارية موجودة بعد بدء حوار المستقبل وحزب الله. وبالمناسبة فاننا ننظر الى هذا الحوار بايجابية لأنه يذلّل عقبات كبيرة بين اللبنانيين، لا بل انه يريحنا ايضا ويعتبر خطوة جيدة مساعدة وتؤسس لتسهيل التفاهم اللبناني الداخلي».

وعن جدول الحوار يقول المصدر القيادي في التيار الوطني الحر، «لا شك ان موضوع رئاسة الجمهورية يأتي في اولوية جدول اعمال الحوار مع القوات اللبنانية، بالاضافة الى قضايا وملفات واستحقاقات وطنية اخرى منها ما يتعلق باتفاق الطائف وتطبيقه، والمشاركة والشراكة السياسية في البلاد، وصلاحيات رئيس الجمهورية، وقانون الانتخابات، والاصلاح السياسي والاداري واللامركزية الادارية، والتنمية، وغيرها».

وهل يمكن ان تتوصلوا الى حل لموضوع الرئاسة؟ يجيب القيادي العوني البارز «الذي لا يتعلم من تجارب الماضي لا يستطيع بناء المستقبل، ولقد بدأنا الحوار على هذه الخلفية أي ان هناك قواعد بين الاحزاب هي قواعد الديموقراطية لحلحلة المسائل فاذا صفيت النوايا ووجدت الثقة يمكن الوصول الى النتائج المرجوة. ان الثقة هي حجر الزاوية فاذا عادت هذه الثقة تهون الامور ويصبح حل العقد ممكنا».

ويتجنب المصدر الخوض في تفاصيل المعايير التي سيأخذها الحوار بعين الاعتبار في موضوع الرئاسة، مفضلاً ترك هذه التفاصيل للحوار وعدم استباق الامور.

وعندما يسأل: اين ترون رئاسة الجمهورية؟ يجيب «في بعبدا».

ويضيف «اذا خطونا خطوة جيدة الى الامام فهناك امكانية للبننة الاستحقاق الرئاسي، المهم ان نحاول وان نتوصل لقرارات مشتركة، هذا أمر جيد، بالاضافة الى العمل من اجل ان نكون قادرين ومؤثرين في هذا الاستحقاق بدل ان نبقى قلقين من الخارج.