IMLebanon

حوار عون ــ جعجع محكوم بالبحث «الرئاسي»

من المتوقع الانتقال الى المرحلة الثانية من الحوار غير المباشر بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» بعد انجاز مرحلة تسليم بيان «اعلان النيات» من قبل الدكتور سمير جعجع وجواب العماد ميشال عون عليه إثر ابداء الطرفين ملاحظات بسيطة وتفصيلية على البنود الواردة في هذا البيان. وفيما يصر المعنيون بهذا الاعلان على التكتم حول بنوده الـ 18، فان معلومات تحدثت عن قطع الحوار السياسي المسيحي بين معراب والرابية، شوطاً لا بأس به من الالتقاء على ثوابت مشتركة تتعلق بالجمهورية والدور المسيحي السياسي في لبنان والمنطقة وصولاً الى استراتيجية مواجهة ضرورية للوقوف بوجه حملات تهجير المسيحيين من المنطقة. وعلى الرغم من بقاء الملف الرئاسي «ضبابياً» في هذا التواصل العوني – القواتي باستثناء الاتفاق على المبادئ العامة، فان المعلومات كشفت عن ان التوغل في هذا الاستحقاق قد بات حتمياً في المرحلة المقبلة من الحوار الثنائي الذي بات المحطة الوحيدة الحاسمة في تحديد مسار الشغور الرئاسي بالنسبة للقوى المسيحية من جهة والقوى السياسية الاخرى من جهة اخرى.

وأوضحت انه على الرغم من ان جلسة الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» تطرقت الى الانتخابات الرئاسية، فان ما يطرحه الطرفان المتحاوران ليس التسوية الرئاسية كما هو شائع، بل ان التركيز يتمحور حول تحضير الظروف الملائمة لانجاز هذا الاستحقاق وليس الوصول الى مخرج الانقسام الحاصل حتى الساعة بين فريقي 8 و14 آذار.

وبالتالي، فان المباحثات التمهيدية للاستحقاق الرئاسي قد انطلقت اخيراً بين معراب والرابية ولكن وفق وتيرة مختلفة عن السابق على حد اعتبار المعلومات السياسية التي لفتت الى عدة مستجدات قد فرضت نفسها على الظروف المرافقة لهذا التواصل، وادت الى مجالات ذات منحى تصعيدي خلال الايام الماضية، واوضحت ان كلاً من العماد عون والدكتور جعجع، يحرصان على ابقاء خط التواصل مفتوحاً على مصراعيه ومواصلة البحث والنقاش ولو عبر الوسطاء، لارساء معادلة مسيحية قوية في الظروف الراهنة تبعد شبح الانقسام في البيت المسيحي في ظل الهجمة التكفيرية التي يتعرض لها المسيحيون في العراق وسوريا والذين لجأوا الى لبنان حيث المسؤولون المسيحيون يبدون منشغلين بحساباتهم السياسية الخاصة وكأنهم في جزيرة منعزلة عن المحيط الاقليمي.

وانطلاقاً من هذه الصورة، اكدت المعلومات ان الطرفين يعلقان اهمية على الحوار واتفقا على الانتقال الى المرحلة الثانية بصرف النظر عن النتائج غير الواضحة بعد على الصعيد الواقعي لما تحقق في المرحلة الاولى، وأضافت ان الحاجة مشتركة لاستمرار التواصل عبر الاوراق والنوايا والملاحظات، ولكن موعد الحسم بات قريباً خصوصاً بالنسبة لملف رئاسة الجمهورية خاصة ان كل الانظار متركزة اليوم على خلاصة البحث بين «حزب الله» و«المستقبل» حول الاستحقاق الرئاسي كما على المواقف المسيحية من الحوار القواتي – العوني بالنسبة لهذه المسألة ايضا.

وفي هذا المجال تحدثت المعلومات عن وجوب وصول كل الافرقاء الى منعطف حاسم وقريباً على صعيد البحث في مواصفات الرئيس المقبل ودوره وبرنامجه السياسي ومن قبل الجميع عموماً ومن قبل «القوات» و«العونيين» خصوصاً، وهذا ما ستتمخض عنه المرحلة الثانية من المراسلات او التواصل التي انطلقت فعلياً في الساعات الماضية بعد تسليم «القوات» ملاحظاتها النهائية على ملاحظات العماد عون على ورقة اعلان النوايا، وبصرف النظر عن كل ما يشوب هذا الحوار من ملاحظات سواء من قبل «القوات» او «التيار الوطني الحر» فان المعلومات نفسها حرصت على التأكيد بأن الاتفاق بين الطرفين هو المدخل الاساسي لانتخاب رئيس الجمهورية وهذا ما دفع بالبطريرك بشارة الراعي الى رفع الصوت بالامس ضد القادة الموارنة.