IMLebanon

الحريري يريد تحجيم عون كونه مصدر خطر فعلي

لا يحتاج الخلاف الواقع بين الحريري وعون والذي يستمر منذ بضعة اشهر لكثير من التفسيرات والتحليل لفك رموزه وشيفراته بعد ان انقطع الاتصال بين بيت الوسط والرابية ووصلت الامور الى نقطة الصفر بالعلاقة فاحرق المستقبل كل مراكبه مع الرابية ووصلت بالجنرال تفاقم الامور والاستياء من الرابية الى حد وصف المستقبل وتسمية المستقبليين بالداوعش السياسية رداً على التهميش وسياسة الاستئثاروهدر حقوق المسيحيين التي ينتهجها المستقبل في التعاطي مع عون.

ولكن اذا كان الخلاف الذي لم يجد بعد حلولاً موضعية تنهي التشرذم الواقع بين الطرفين، فان السؤال الذي يطرح نفسه كما تقول اوساط سياسية في 8 آذار تدور حول نفسها وحول اسباب استمرار الحريري في مخاصمة عون واستفزازه وتجريده من حقوقه التمثيلية في الوسط المسيحي، وحول الحوافز التي تجعل الحريري الذي قرر الاعتدال ذات يوم بعدما ضرب الارهاب مناطق كثيرة في الوطن فوضع يده بيد حزب الله في طاولة الحوار، فما هي هذه الحوافز التي تجعل الحريري مصراً على المعركة مع عون وقطع طريق بعبدا امام وصوله الى القصر وامام وصول قائد المغاوير شامل روكز الى قيادة الجيش والى متى يستمر المستقبل في محاصرة عون وضربه في شارعه ومشاريعه وطموحاته؟

برأي اوساط سياسية متابعة لمعركة الحريري وعون فان رئيس تيار المستقبل ليس في وارد وقف هجومه حالياً على الرابية او مهادنة عون لأسباب كثيرة وعوامل متداخلة بالداخل اللبناني وبالوضع الإقليمي وبما يريد المستقبل كسبه على الساحة اللبنانية فيما لو اخذت المسارات الاقليمية مناخات في غير مصلحته، بدون شك فان تحجيم عون هو ضرورة للمستقبل فوجهة نظر الاخير تعتبر ان عون بما يمثله من ثقل سياسي وشعبي في طائفته وعلى المساحة السياسي هو مصدر خطر فعلي على المستقبل وزعامته لأن احجام الطرفين تكاد تكون موازية كل واحد لدى فريقه وطائفته، وعليه فان مخاصمة عون تكسب المستقبل وفق حساباته للاسباب التالية:

ـ ان عون رئيساً للجمهورية ينهك المستقبل ولا يريحه في ساحته لأن عون رئيساً يعني انتصاراً للخط السياسي الذي يستمر عون في كنفه وبالتالي يعني ان حزب المقاومة وعون سيكونان متناغمان ومنسجمان في السياسة كما تناغما مع بعضهما ومنذ ورقة التفاهم التي حمتهما رغم كل الظروف.

ـ رهانات الحريري بان الاحداث الإقليمية تصب في مصلحة 14آذار وتياره السياسي، من الاتفاق النووي الذي سيجعل ايران تركز على وضعها الداخلي والتنفس بسهولة بعد ازالة العقوبات الاقتصادية التي ارهقتها لثلاثين عاما، في حين ان النظام السوري في حسابات المستقبل يلفظ انفاسه الاخيرة وبالنسبة اليه فمسار المعركة في سوريا هو لمصلحته والنظام السوري بات غير قادر على ادارة اللعبة في لبنان وتحريك اللاعبين.

ـ المستقبل يعتبر ان انهيار «داعش» والنظام السوري متلازمان مع بعضهما وسقوطهما سيتيه للاعتدال السني ان يحكم بسهولة.

ان لبنان من الساحات التي سيرد فيها السعوديون على الاتفاق النووي، وبالتالي فان حركة الاستقبالات للقيادة السعودية تدل على ان السعودية لا تريد ان تخلي الساحة او تترك الساحة اللبنانية وعلى هذا الاساس تم تحريك اللقاءات في الرياض مع المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الملك السعودي واركان القيادة وممن يتواصل معهم بشكل دوري.

ـ ان عون بات اضعف من ذي قبل فهو خسر معركة الرئاسة ويدرك صعوبات واستحالة الوصول الى قيادة الجيش، وهو تورط في لعبة الشارع وفشل في طروحاته الفيدرالية وفي الاستطلاع وانتخاب رئيس من الشعب، كما ان التحرك في الشارع وضع عون بمواجهة المؤسسة العسكرية وكادت العلاقة تتصدع بالجيش وتنعكس على شعبية عون في الشارع المسيحي. عدا ذلك فان النزول الى الشارع غيّر صورة عون الدولية لأنه خرق الخط الأحمر الدولي وبات القائد السابق للجيش مشاغباً في الشارع يهدد باسقاط الحكومة.

ـ ان المستقبل عمل ولا يزال يعمل على تشويه صورة عون، والصورة الحملة التي تم تنظيمها تظهر عون بالموقع الذي يريد ان يقوم بكل شيىء ولأهدافه الخاصة، وبرأي المستقبل فان الشارع المسيحي لا يؤيد بأكثريته التصرف العوني والنزول الى الشارع وحتى مطالبه بالرئاسة لنفسه وقيادة الجيش لصهره.

اغلب الظن ان الحريري لا يريد ان يصالح عون او يمد جسور التواصل معه وانه لا يريد الشريك المسيحي القوي في الرئاسة بل يريد رئيساً يشبه ميشال سليمان آخر الذي انتهى في فريق 14 آذار وكاد ينتظم في صفوفها، ولا يريد تقديم تنازلات لعون او حزب الله قبل جلاء الصورة الإقليمية، او نضوج تسوية دولية ما.

اما من جهة عون فالمطلعون عن قرب على النظرة العونية للامور يتلمسون ملامح ندم عوني ولوم للذات العونية عندما قرر عون ان يفتح فعلاً صفحة جديدة في العلاقة لمصلحة لبنان وبعد ان اعطاه الحريري وعد صادق بالوصول الى بعبدا.