IMLebanon

عون في الكويت

بعد غد الأحد، الرئيس ميشال عون في الكويت، ضمن اطار جولات استعادة الحضور اللبناني في المحيط العربي والدولي، حيث سيتباحث مع أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالأمور العربية والثنائية الشاغلة للبال.

اللقاء الأول بين الرجلين حصل قبل ٢٨ سنة، الرئيس عون رئيسا للحكومة العسكرية وقائدا للجيش والشيخ صباح وزيرا للخارجية ورئيسا للجنة العربية السداسية، التي كلفتها القمة العربية بايجاد حلّ للأزمة اللبنانية المستعصية آنذاك.

يومها توصلت السداسية الى وضع تصور للحلّ رفعته الى مجلس وزراء الخارجية العرب، الذي رفعه بدوره الى القمة، فكان اتفاق الطائف، الذي عارضه العماد عون في حينه، ويطالب الرئيس عون بتطبيقه كاملا الآن.

بعدها حصلت لقاءات في مؤتمرات ومناسبات، إلاّ انها لم تكن لقاءات أساسية أو رسمية، حتى أتت زيارة الغد الرئاسية المنتظرة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، اذا كان لقاء العماد عون، كرئيس للحكومة العسكرية، مع الشيخ صباح الأحمد، كوزير لخارجية الكويت ورئيس للجنة العربية السداسية عام ١٩٨٩ قد أسهم في اعادة السلام الأهلي الى لبنان، فما هي الثمرة التي يتوقع قطافها من شجرة اللقاء المرتقب بين فخامة الرئيس وسمو الأمير يوم الأحد؟

 

والسؤال من وجهة نظر كويتية: اذا كان هدف الزيارة لبنانيا هو المزيد من حسن العلاقة مع الدولة الشقيقة، التي تشكل حالة شعبية في لبنان، فما الذي تحويه جعبة الرئيس عون الى البلد المضيف؟

الرئيس عون وفي لقاء مع مراسلي الصحف الكويتية في بيروت أمس قال: كل ما هو سياسي لن نبوح به مسبقا، لكن من المؤكد سنتناول قضايا المنطقة، فلبنان يتأثر بالوضع القائم بين الدول الخليجية، ولدينا ميثاق للجامعة العربية الذي لم يعدّ محترما، مع الأسف، وسنطرح مبادرة تعديلية له من صلبه، بحيث يمنع على أي دولة أن تتدخّل في الشؤون الداخلية للدولة الأخرى، الآن حصل انهيار في هذا النظام، وميثاق الجامعة تحت ضغط دولي معين، بعدما عجزنا عن احتواء هذا السيل من الأزمات، وأنا متأثر جدا مما حصل، وقلت هذا جحيم العرب وليس ربيع العرب، ويومها قامت القيامة على موقفي.

في قضية خليّة العبدلي، قال الرئيس عون: نحن متعلقون، بأمن الكويت كتعلقنا بأمن لبنان، وكل أجهزتنا ناشطة بالمتابعة، علما انه ليس مؤكدا ان الشخص المطلوب موجود في لبنان.

في موضوع سفير لبنان لدى الكويت، يرى الرئيس عون، وهو محق، ان المشكلة لبنانية – لبنانية، وليست لبنانية – كويتية، لكنها لن تستعصي على الحلّ من وجهة نظره

المصادر المتابعة، لاحظت ان مشكلة السفير لدى الكويت، تنطوي على محاصصة ألبست الثوب المذهبي، وهي تبقى أقلّ احراجا للدولة. من تعيين سفير لدى الولايات المتحدة يحمل جواز سفر أميركيا… أو آخر في الفاتيكان ينتمي، أو كان ينتمي، الى محفل ماسوني، لا مكان له في عاصمة الكثلكة، والملفت، ان معالجة هذه المعضلة الدبلوماسية، كان عمن حاول تكحيلها فأعماها… بحيث جرى نقل السفير المرفوض في الفاتيكان الى الأرجنتين، بلد البابا فرنسيس!!

قضية النازحين السوريين في لبنان ستكون ضمن ملف الزيارة الرئاسية الى الكويت، وبسؤال الرئيس عون، أجاب: لم لا؟ لبنان يتحمّل أعباء كبيرة، ونحن مطوّقون بالحديد والنار، والكويت تستطيع المساعدة من خلال موقعها المعنوي وعلاقاتها الدولية، فلدول الخليج ثقل معيّن.

أما العلاقة مع السعودية، فالرئيس عون واثق من تفهمها لموقفنا، وأنا لم ألتق الرئيس الحريري بعد، لنرى المستجدات، لكنني أعتقد ان العلاقات ما زالت جيّدة، وقد يحصل تصعيد كلامي أحيانا، لكن الموقف الرسمي على حاله ولا يتأثر

 

وضمن هذه المعادلة، معادلة التصعيد الكلامي المجرد عن التأثير على المواقف، بات واضحا من حجم الكلام الناري المتداول عبر الشاشات ومواقع التواصل التويترية، ان القضاء الالكتروني مفتوح، وأن بوسع الأطراف المتناحرة، التراشق بالتغريدات والبيانات، ما وسعت تويتراتهم، وبالكلام ما استجابت حناجرهم، لكن ليس لأحد، أن يرفع يده على الآخر، انها معادلة التسوية، التي يفضّل الرئيس عون وصفها بالتفاهم، ضامن الاستقرار وحارسه الأمين.