Site icon IMLebanon

عون يتحدى وسلام يتصدى؟!

 

اعلنها صراحة التيار الوطني الحر انه سينزل الى الشارع مع العلم ان مطالبه التي يعطيها صفة «السقف المسيحي» غير قادر على ترجمتها بمعزل عن شريكه  حزب الله، والا سيجد نفسه مضطرا الى التصعيد، لاسيما ان التيار دعا ناشطي الاقضية الى التوجه الى الرابية لسماع ما سيصدر عن الجنرال ميشال عون الذي سيعلن سلسلة من المواقف على غرار ما سبق له ان تعهد به من غير ان يحدده، فيما هناك من يجزم بأن عون لن يقطع شعرة معاوية مع رئيس الحكومة والا وجد نفسه منساقا وراء تصرفات يعرف انه غير قادر على التحكم بها؟

لذا، يرى المقربون من عون انه سيكتفي باطلاق صافرة انذار للانطلاق الى مزيد من التجركات حتى وان اقتضى الامر وضع البلد على كف عفريت اسمه الفوضى التي كانت عليها ولايته في الحكومة العسكرية اواخر الثمانينات حيث اشعل حربا في المجال المسيحي – المسيحي على امل ان يكرس نفسه وحيدا في الزعامة (…)

بالامس عرف رئيس الحكومة تمام سلام متأخرا انه غير قادر على ضبط اداء الجنرال الذي يرى في تصعيده انه يمارس صلاحياته من خلال امساكه بأكبر ورقة نيابية مسيحية، من دون ان يقدر على استخدامها في معركة رئاسة الجمهورية التي يتناساها عون الى درجة عدم السماح لجماعته بأن يأتوا على ذكرها، ليس لانه لا يريدها بل لانه اعجز من ان يحقق حلمه في العودة رئيسا الى قصر بعبدا (…)

لقد قالها الرئيس سلام صراحة «اوقفوا البكائية على حقوق المسيحيين المهضومة» ، مؤكدا انه يمارس صلاحياته الدستورية ويرفض ان يتحداه احد، طالما ان لا يمارس تحديه على احد، وهذا في سياق ما تردد مرارا عن ان العونيين يرون بشكل ملموس انه ثمة هدرا في حقوقهم ويرفضون استمرار هذا الواقع، لاسيما بالنسبة الى السجالات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة واعقبتها، ما يحتم تجنب الوصول الى اغضاب العونيين!

اين الوزير جبران باسيل من مظاهر التصعيد العوني الذي يتولاه بالنيابة عن الخال النائب الان عون جراء اتصاله مباشرة بــ  «شباب المناطق لحضهم على التحرك والاستعداد لتلبية مطالب الجنرال عند صدورها فورا لان الاخير يعلق اهمية بالغة على ما هو بصدده من تصعيد دفاعا عن الوجود المسيحي بالحرف الواحد، لاسيما بعد التطورات التي شهدتها جلسة مجلس الوزراء الاخيرة وتطاول الرئيس تمام سلام على وزراه التيار وكل من لا يرى رأيه؟!

ان كلام العونيين على انهم لن يقبلوا بأي تماد وتجاوز لحقوق المسيحيين ودورهم في الدولة (…) وهذه العبارات كثيرا ما كررها النائب الان عون في نقله وجهة نظر الجنرال الى ما حصل بالفعل من افتئات على حساب المسيحيين، ما يحتم القول «ان الاحتمالات  مفتوحة ولا سقف لتحركنا»، مع ما يعنيه ذلك من تدابير وتحركات لا بد وان يأخذ التيار بها، حتى وان اقتضى الامر الاحتكام الى الشارع في اسرع وقت ممكن وقبل ان تتطور نحو الاسوأ؟!

كذلك، كان تركيز من جانب النائب الان عون مفاده ان الامور المتنازع عليها ليست مجرد مطلب، انما الموضوع يصل الى حد رفض تحدي سلام ما يتطلب درس الخطوات التصعيدية من غير حاجة الى تحديد اشكال الرد على التحدي بتحدي اوسع واشمل، حيث من الواجب الدفاع عن المصلحة العامة «لانهم لا يريدون ان يمشوا بالمنيح» اضافة الى قول بعض نواب التيار من الصقور «اما الاتفاق في حكومة الوفاق واما الخراب على رأس الجميع».

ومن الان الى حين بلورة صورة التصعيد العوني، يمكن القول ان الرئيس سلام مستعد لان يستخدم مخالبه للرد على التحديات خصوصا انه يتمتع بسلطة التحكم بمجريات جلسات مجلس الوزراء بما في ذلك تحضير جدول الاعمال الذي يرفض ان يشاركه فيه احد، من غير حاجة الى اعتبار ذلك تحديا سياسيا؟!