IMLebanon

لقاء عون وجنبلاط راكم أجواء التهدئة وفتح أبواب التسوية

 

بحثٌ في الوضع الاقتصادي والتدقيق المالي وأولوية تشكيل الحكومة

 

 

أضاف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بزيارته امس الأول، رئيس الجمهورية ميشال عون، مزيداً من الهدوء السياسي على الوضع العام لا سيما الحكومي، وفي الشارع المتوتر بين محازبي الحزب التقدمي والتيار الوطني الحر ما يؤثرعلى استقرار مناطق الجبل ذات الوجود المختلط والمتشابك، وهو احد المواضيع التي بحثها جنبلاط مع عون بهدف تحقيق الاستقرار العام وفي الجبل بشكل خاص.

 

وحسب المعلومات، فإن نائب الشوف فريد البستاني، عمل الاسبوع الماضي على خط ترتيب اللقاء بين عون جنبلاط، فزار رئيس الجمهورية ساعياً إلى ترطيب الاجواء بينه وبين زعيم المختارة بعد تصاعد حدّة الخطاب والسجالات بين اركان التقدمي والتيار الحر ومناصري الفريقين، على الارض وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذا عدا فتح باب لمناقشة مباشرة بينهما حول موضوع تشكيل الحكومة. وطرح البستاني ترتيب لقاء بين عون وجنبلاط، فرحّب الاول، وزار البستاني جنبلاط يوم الخميس الماضي ناقلاً الدعوة لزيارة بعبدا فتمت يوم السبت.

 

وحسب معلومات «اللواء»، جرى خلال لقاء جنبلاط بالبستاني، نقاش حول تصعيد الخطاب السياسي بين التقدمي والتيار الحر وضرورة وقف السجالات لتهدئة الاجواء على الارض، كما جرى بحث في موضوع تشكيل الحكومة، فأكد جنبلاط موقفه الداعي الى تسوية سياسية تشمل جميع الاطراف من دون تسبب الضرر للمبادرة الفرنسية، واعطاء الاولوية للوضع المعيشي والصحي المتهاوي عبر  تشكيل الحكومة لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي، وكرر قوله ان لا مطالب خاصة له في الموضوع الحكومي، لأن اي مكسب في مقعد وزاري لا يمنع المخاطر القائمة في البلد على كل المستويات.

 

وبعد اللقاء، نقل النائب البستاني الى الرئيس عون موافقة جنبلاط على الزيارة التي تمت السبت، وحسب المصادر المتابعة، كان لقاءً جيداً وهادءًا ومنتجاً وصريحاً، كرر خلاله جنبلاط  رغبته بتحقيق اي تسوية يتم التوصل اليها، معتبراً ان «كل العالم مهتم بنا الا نحن غير مهتمين بأنفسنا، وانه اذا كان التمثيل الدرزي يشكل عقبة امام تشكيل الحكومة فلا إشكال عنده بحل الموضوع ضمن التسوية الشاملة، وبحكومة من 18 او 20 او 24 لا فرق. مستغرباً في الوقت ذاته موقف الرئيس سعد الحريري المتشدد المتمسك بحكومة الـ 18 وزيراً».

 

كما جرى خلال لقاء عون وجنبلاط نقاش في الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي وسبل الخروج من الأزمة، إضافة الى كيفية مقاربة موضوع التدقيق الجنائي. واكد جنبلاط ضرورة حصول لقاء بين الحريري والنائب جبران باسيل لمعالجة الإشكالات القائمة بينهما حول الحكومة ومواضيع اخرى، وهو ايضاً مطلب فرنسي لم يَسٍرْ به الحريري.

 

لكن مصادر التقدمي نفت ان يكون جنبلاط بصدد القيام بوساطة بين الرئيسين عون والحريري لأن الجميع جرّب وفشل، وهو يعتبر انه قام بما عليه لجهة تسهيل تشكيل الحكومة والدعوة الى تحقيق التسوية السياسية، وهومستعد لأن يقدم المزيد إذا طُلِب منه».

 

اضافت المصادر: ان اي حل لا بد ان تتوافر له ارادة الجميع، فلا الرئيس عون وحده يستطيع حل المشكل، ولا الرئيس الحريري، والمطلوب خطوة من هذا وخطوة من ذاك لمعالجة كل القضايا العالقة، فالحل برأي جنبلاط بحاجة الى تلاقي الجميع.

 

ويبقى المهم إنتظار نتائج ايجابية من لقاء الرئيسين عون والحريري اليوم، حيث تعتبر مصادرمتابعة ان هناك خيارات محدودة، فإما التوافق على  تشكيل الحكومة بعدما ضاقت هوامش الاختلاف، واما الاتفاق على لقاء آخر يوم الخميس او قبله لاستكمال البحث والمساعي، واما الخلاف فالفراق مع ما يُرتّبه ذلك من تصعيد الازمات المعيشية والاقتصادية والمالية، وتصعيد التحركات وبالتالي التوترات في الشارع.

 

وحسب المتابعين، فإن حظوظ الاتفاق والإختلاف هي خمسين بخمسين، لا سيما لجهة مسألة عدد وزراء الحكومة.