يحمل رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري للقائه المرتقب مع رئيس الجمورية العماد ميشال عون بعيد عودته الى لبنان سلسلة مطالب تشكل محكاً لاستمرارهما في التعاون كل من موقعه وفق تفاهم جديد على انقاض التسوية التي اوصلت كل الفرقاء الى هذا المأزق.
واللقاء المرتقب يوم الاثنين المقبل على وقع نتائج نقاشات الجامعة العربية حول لبنان سيطرح خلالها رئيس الحكومة المستقيل على ما تقول اوساط مقربة منه عدة مطالب من شأنه التوافق عليها، على ان يعود الحريري من بعدها الى رئاسة الحكومة وهي تتوزع على مواضيع عدة وفق التالي:
1- اعادة تشكيل حكومة جديدة متوازنة بين القوى الممثلة فيها على ان يتم ابعاد عدد من الوزراء الذين يصنفون استفزازيين باتجاه البيئة السنية والعربية.
2- عدم الاعتماد في البيان الوزاري الجديد ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
3- ضرورة الاعتراف بالقرارات الدولية واحترامها بدءاً من القرار 1701 وكذلك انتشار الجيش بطريقة عملية على الحدود اللبنانية السورية واستلامه مواقع حزب الله الجديدة بعد معركة الجرود.
4- اعلان رئيس الجمهورية عن تمسك لبنان بالحياد والتزامه قرارات جامعة الدول العربية ورفضه ان تكون الساحة اللبنانية منطلقا للتعرض لأي بلد عربي.
وتابعت الاوساط ذاتها بأن الحريري سيبلغ رئيس الحمهورية بأنه يقبل ان يكلف مجددا وفق هذه القاعدة سيما انه باستطاعة عون كحليف لحزب الله ان يناقش هذه المواضيع مع امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، ضمن مهلة لا تتخطى الاسبوع لكي يأتي التكليف على قاعدة هذا التفاهم واذا ما كان حزب الله رافضا لهذا الخيار، فإن الحريري سيشجع عون على تشكيل حكومة تكنوقراط للاشراف على الانتخابات النيابية لينتقل بعدها لمحور المعارضة وممارسة نشاطه السياسي وفق هذه القاعدة كمعارض لحزب الله وتدخلاته في الدول العربية سيما ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تفهم هذه المطالب بعد لقائه بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي عرض للراعي التحفظات السعودية على ما يطالها من الجانب اللبناني اي ان كلام سيد بكركي جاء دعما مساعدا لعون في المرحلة المقبلة بقوله انه يطالب بحياد لبنان ويتفهم اسباب استقالة الحريري.
من جهتها اوساط رئيس الجمهورية قالت انه من المبكر الدخول في نقاشات حول ما اعلنه الحريري لاعتبارها انها حاليا في معركة وعلى ضوء النتائج التي سيحسمها اي فريق لصالحه يكون عندها النقاش لان حالة الكباش القائمة لم تنتهِ بعد، وبعدها يبدأ الكلام بحيث يكون للخاسر موقف وكذلك للرابح موقف وتتحدد مصير الازمة ومسارها.
وحيال اعتبار كلام رئيس الجمهورية بأنه تحدٍ للسعودية واتخاذه من ذاته درعا للدفاع عن حزب الله وكذلك جعل المسيحيين في موقع معادٍ للدول العربية نتيجة مواقفه الحادة تقول الاوساط المحيطة بعون ان رئيس البلاد ينطلق من موقعه الحريص على السيادة والكرامة وذلك لا يلغي حرصه على رئيس الحكومة السني لأن الموضوع يتجاوز المعايير الطائفية والمذهبية بحيث تبقى الاولوية عند عون عودة رئيس الحكومة ليبنى على الشيء مقتضاه.
لكن في المقابل، لا يبدو حزب الله حسب اوساط على صلة به قلقا مما آلت اليه الامور لان للموضوع صلة برئيس الجمهورية. عدا ان الانقلاب على المعادلة الذهبية (جيش شعب مقاومة)، امر غير مقبول او خاضع للنقاش. في حين انه منذ اتفاق الطائف طُويت صفحة حكومة التكنوقراط وبات يعتمد في بعض المحطات حكومة تضم بعض السياسيين غير مرشحين للانتخابات النيابية وغير ذلك يجد الحزب بانه من المبكر الدخول في نقاش حول نوايا ومطالب لا يمكن التعامل معها الا وفق طرحها جديا من قبل الحريري بعد عودته الى لبنان. معتبرة المواقف السعودية تهديدات لا تدفع للخرق استنادا الى الانتصارات التي حققها الحزب على اكثر من صعيد،ومن غير الممكن حصر المقاومة في اطار يحدد لها من قبل اي جانب .