IMLebanon

عون ينتقل الى الخطة «ب»

واهم من يعتقد ان ميشال عون قد سلّم أمره في الموضوع الرئاسي او قرر ان يتنحى او يخضع لشروط سعد الحريري وضغوط و«فيتوات» المملكة السعودية عليه. هكذا يلخص المقربون من الرابية موقف عون الهادىء منذ فترة وفي عز التجاذب بين السعودية وحزب الله، فـ عون على ما يقول عارفوه يبدو اليوم أكثر تصميماً من ذي قبل على اكمال المعركة الرئاسية والوصول الى قصر بعبدا حتى لو اقتصى الأمر ان يقاتل العالم أجمع من اجل تحقيق مشروعه السياسي الذي صار عمره عشرات السنوات.

هو لم ييأس بعد، يقول عارفوه، ومستمر بشتى الوسائل، يقوم بالهجوم احياناً والتصعيد وبالتراجع خطوات مسايرة للوضع السياسي العام والتفاهم وحاجات الحلفاء، لكنه ابداً لم يقرر ان يسلم الورقة الرئاسية لأحد، حتى الساعة لا يزال عون يمارس المرونة مع الجميع، فهو تلقى برحابة صدر ترشيح حليفه في بنشعي من قبل زعيم المستقبل او هكذا حاول الايحاء للمسيحيين ولفريق 8 آذار حتى لا يزعزع صفوف 8 آذار، و«عض» عون على جرحه الذي نزف من طعنة ترشيح من افترض عون انه يسلفه في كل شيء في السياسة والعلاقة الشخصية والالتزام، فلم يصعد كثيراً أو يزيد النار على العلاقة التي احترقت بين الرابية وبنشعي وترك الخطوط شبه مفتوحة، في حين كان فرنجية قد نسف كل الجسور في المعركة الرئاسية ووصل الأمر في احدى الجولات الى تحدي الرابية بأصواتها عندما اعتبر ان التيار الوطني الحر ما كان لينجح في الانتخابات النيابية لولا اصوات الشيعة في جبيل وبعبدا.

فالواضح ان عون ترك الابواب مفتوحة نصف فتحة لـ«هبة» هواء من بنشعي لا يبدو انها حصلت او مرشحة ان تأتي عما قريب.

لا يزال عون كما يقول العارفون يعوّل على متغيرات كثيرة قد تصب لمصلحته خصوصاً ان حزب الله حليفه الرئىسي مستمر بدعمه ومسار المعارك في سوريا والمنطقة انتصارات له. ويعتقد زعيم الرابية ربما ان التصعيد السعودي الذي بدأ من باب «الهبة المالية» ولا يزال مكملاً طريقه ضد حزب الله قد اطاح الى حد ما برئاسة فرنجية الذي سارع الى التأكيد على التزامه بخط المقاومة ضد الهجوم الخليجي عليها، ويعتقد عون ان ما يريده حزب الله في الرئاسة سوف يتم وان كان حزب المقاومة لا يضع المسدس في رأس حلفائه، لكنه بالمؤكد مقرر اساسي ولاعب قوي في الاستحقاق ويمون على كل مكونات 8 آذار، واكثر ما يريح عون ربما هو دعم معراب له بعد المصالحة التي انهت الصراع التاريخي والدموي بينهما ومقابل ارتياح عون لدعم معراب والضاحية، فان الجمود الرئاسي بدأ يسبب له القلق الكبير، وبالتالي فان زعيم الرابية يعتقد او يفترض انه آن الاوان للتحرك ووضع حد للفلتان فالوقت لم يعد يسمح بالتعطيل والاستمرار بالمراوحة، ويرى العارفون ان رئىس التغيير والاصلاح الذي اختار التهدئة ريثما تمر العاصفة الدولية والرياح التي هبت على لبنان من الخليج، فان هدوء عون مرشح لأن ينتهي قريباً والتصعيد الذي تم تأجيله والدعوة الى الحراك والاعتصامات والتظاهرات سوف يكون السلاح الذي تواجه به الرابية قريباً ولكن بعد موافقة الحليف في الضاحية ومعراب. ويتحدث العارفون على ان التيار الوطني الحر قد يبادر قريباً الى سلسلة خطوات منها تعليق العمل في الحكومة وربما استقالة نواب او وزراء، وقد يبادر التيار الى التحرك في الشارع ورفع سقف مطالبه لانهاء حالة الفراغ لان هذا التحرك هو «الخرطوشة» الاخيرة التي يملكها عون في مواجهة تصعيد الحريري ومن المؤكد ان عون لن يهادن الحريري ولا احد وان سقف التحرك سيكون عالياً