IMLebanon

عون يتفاءل مجدداً بالرئاسة: الحظّ راجِع!

يقول بعض زوار الرابية إنّ رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون عاد يتفاءل في إمكان وصوله إلى رئاسة الجمهورية، وربما الحصول على مطالبه في التعيينات العسكرية. ولذلك، هو يستعدُّ لجولة تصعيد جديدة.

بعد هدنة العيد، سيعود «الجنرال» إلى الشارع لتعطيل الحكومة ومنعها من ممارسة صلاحيات الرئاسة. وفي داخل عون رغبة في إسقاط الحكومة. فهذا هو السبيل لتعميم الفشل في إدارة البلد، ما يجبر الجميع على عقد التسوية الجديدة وانتخابه رئيساً للجمهورية.

وفي تقدير عون أنّ الرئيس سعد الحريري كان موافقاً جدّياً، في بعض المراحل، على دعم انتخابه رئيساً للجمهورية. وقد ظهر ذلك في الحوارات التي دارت بين الطرفين العام الفائت، قبل حصول الفراغ الرئاسي. لكنّ الحريري- في رأي عون- تراجَع بسبب رفضٍ داخلي من حلفائه المسيحيين ورفضٍ خارجي من السعودية.

وفي رأي عون أنّ الحريري- شخصياً- كان مهتمّاً بالعرض الثلاثي: رئاسة المجلس للرئيس نبيه بري، ورئاسة الحكومة للحريري، وله شخصياً رئاسة الجمهورية. فيومذاك كان «المستقبل» خارج الحكم، ويهمُّه تعويم حضوره السياسي. لكنّ القرار النهائي لم يكن في يد الحريري.

ولاحقاً، تمّت الصفقة على قواعد مختلفة، أيْ سنّية – شيعية، من دون عون. فقد أبرم «حزب الله» و»المستقبل» صفقة آنية لتمرير المرحلة، برعاية بري والنائب وليد جنبلاط، قضت بتأليف حكومة وإطلاق حوار هدفه التبريد فقط، ومن دون التزامات سياسية.

ولم يجد الطرفان حاجة إلى الاستعجال لضمِّ الطرف المسيحي إلى المعادلة، ما دام المسيحيون مختلفين على الرئاسة، والحكومة قادرة دستورياً على ملء الفراغ بالوكالة… إلى أجَل غير مسمّى.

وفي تقدير عون، كان هناك توازن للقوى بين السعودية وإيران، في تلك المرحلة، يمنع الاتفاق على انتخابه رئيساً للجمهورية. وتلقّى عون شروحات وتبريرات كثيرة من حليفه «حزب الله» تؤكد الاستمرار في دعم وصوله إلى الرئاسة، لكنّ الظروف السياسية الاقليمية والداخلية لم تكن مؤاتية لتحقيق ذلك.

اليوم، يتفاءل عون مجدداً. فهو يعمل على سدِّ الثغرة الداخلية مع «القوات اللبنانية»، ويعمل على «تنظيم الخلاف» معها، لعلّ وعسى. وقد خرج بـ«فتوى» الاستطلاع المسيحي. وبات يعتقد أنّ الثغرة «القواتية» يمكن تجاوزها من خلال «صفقةٍ مسيحية» معيّنة يرضى بها رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع.

وأما المشكلة الخارجية فيتكفَّل بها توقيع الاتفاق النووي. فإيران يُفتَرض أنها اليوم أقوى في المعادلة الشرق أوسطية، وأنّ الدفَّة مالت لمصلحة حلفائها في لبنان. وسيكون «حزب الله» قادراً على تمرير خياره في ملف الرئاسة، وربما قيادة الجيش.

ولذلك، يضغط عون على الحكومة لإضعافها وشلّ حركتها. وإذا كان إسقاطها ممنوعاً دولياً- وهذا هو الحال حتى الآن- فيمكن تعطيلها بحيث تتوقف عن ممارسة صلاحياتها، ولا سيما منها صلاحيات رئاسة الجمهورية بالوكالة. ولأنّ البلد سيُصاب تماماً بالشلل، وفق تصوُّر عون، فسيزداد الضغط الداخلي والخارجي لإجراء الانتخابات الرئاسية ضمن صفقة متكاملة. وسيكون الجميع مهيّأً لانتخابه في ظلّ التوازنات الجديدة.

لذلك، سيواصل عون تصعيده قريباً. وبعدما دعا إلى «هدنة» حتى انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، بعد العيد، سارع إلى تحريك الشباب على الأرض في ما يُعتَبر «بروفا» للحراك المنتظر.

ولكن، هل حسابات عون في محلِّها؟ هل هناك فعلاً صفقة مع «القوات» تتجاوز التبريد السياسي والإعلامي؟ وهل «المستقبل» مقتنع فعلاً بإمكان انتخاب عون؟ وهل السعودية ضعفت في لبنان مقابل إيران فباتت مستعدّة لانتخاب الرئيس الذي يريده «حزب الله»؟

ولكن، وقبل أيّ إجابة، يجدر طرح السؤال الأساس: هل «حزب الله» يريد اليوم إجراء الانتخابات الرئاسية؟ وهل عون هو الخيار المفضَّل عنده في الرئاسة… أم هو يفضِّل استمرار الفراغ ويريد الإفادة من «الانتفاضة العونية» لبلوغ المؤتمر التأسيسي، خَطوة تلوَ خَطوة؟

البعض يعتقد أنّ «حزب الله» يطبخ المؤتمر التأسيسي على نار عونيّة يرفع منسوبها تارة ويخفضه تارة أخرى، وفقاً للمقتضيات، فلا تحترق الطبخة. فهو عادة طبّاخ ماهر.