عودة المياه الى مجاريها بين العماد عون والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تكرّس في الذكرى العاشرة للتفاهم المشترك بينهما الذي أبرم في مثل هذا اليوم عام 2006 مما بدد غيوم تلبدت في سماء هذه العلاقات على خلفية السباق الرئاسي بين رمزين في 8 آذار هما: العماد عون والنائب سليمان فرنجيه.وليس أدل على هذا الصفاء في العلاقات بين عون و”حزب الله” من الحديث الذي أجراه موقع “العهد” الالكتروني التابع للحزب مع عون لمناسبة الذكرى العاشرة للتفاهم ووصف فيه زعيم “التيار الوطني الحر” نصرالله بـ”القائد الاستثنائي”. لكن ما تضمنه الحديث يتقاطع مع كلام إيراني واضح تتعهد فيه طهران بوصول عون الى رئاسة الجمهورية بعد ان تحرز طهران انتصارا في سوريا.
قبل أيام، خلال استقباله وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم في طهران أكد مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي يمثل الحرس الثوري الايراني في إدارة الرئيس حسن روحاني أن بلاده “تولي اهتماما خاصا لحل مشاكل دول المنطقة ومنها سوريا ولبنان”. فيما نقلت امس “الحياة” عن مصدر فرنسي قوله ان الرئيس روحاني خلال زيارته الاخيرة لباريس ومعه وزير خارجيته محمد جواد ظريف كررا ان “المشكلة” بالنسبة الى طهران “أن فرنجيه يحظى بتأييد سعودي” وأن “لا سبب لإيران ألا تؤيد ترشيح عون” طالما ان “حزب الله” يؤيده.لكن طهران أبلغت باريس أنه “من الصعب الاعتقاد أن تحل المسألة في لبنان طالما لم تحل الاوضاع في سوريا”.
في إطار التفاهم الروسي – الايراني، حسبما تقول اوساط لبنانية ذات صلة بموسكو,لا تتدخل روسيا في حسابات طهران اللبنانية.لكن روسيا وإيران تلتقيان على ضرورة تحقيق انتصار سريع في سوريا في الاشهر القليلة المقبلة خلال المهلة المعطاة للمبعوث الاممي ستافان دو ميستورا قبل أن يبدأ العد العكسي لانكفاء موسكو لاعتبارات متصلة بالصعوبات الاقتصادية وبخطر تكوّن اوضاع في الميدان السوري مشابهة لما واجهه الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. ومثل حال موسكو حال طهران التي ترتقب تطورات مثيرة في الانتخابات هذا الشهر وتقرير مصير مشروع المحافظين الخارجي الذي أوصل إيران الى الافلاس. وبدا لافتا أن يعود الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الى الضوء بعد غياب طويل نسبيا من خلال اتهام رئيس الأركان الايراني الجنرال حسن فيروز أبادي واشنطن بمحاولة اغتيال سليماني و”إن رعاية إلهية تحيط به”. وأتى كلام أبادي بعد ظهور اسم سليماني في مقال في “نيويورك تايمز” مشيرا الى ان سليماني دخل على خط توتر في العلاقات بين علويين وإيرانيين الصيف الماضي.
معادلة انتصار سليماني وانتخاب عون رئيسا أبلغها مسؤول بارز في “حزب الله” الى أحد زواره عندما قال له: “لا تكلمني على الرئاسة قبل حزيران”. أما عون فقال لـ”العهد”: “بدأت اليوم نهايات الحرب في سوريا”.