يكاد لا يمر يوم إلاّ ويتحفنا جماعة 8 آذار بأخبار انتصاراتهم الإلهية… هم الذين انتصروا… وهم الذين أوْصلوا الجنرال عون الى رئاسة الجمهورية…
وكذلك لا يمر يوم من دون أن يتهجموا على الرئيس سعد الحريري… ساعة شركته أفلست، وساعة أنّ فريق 14 آذار انهزم.
واللافت أنّ تلك الانتصارات الإلهية لا تتوقف عند حدّ، من هذه الانتصارات الإلهية قام رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الذي رشحه أولاً قائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، والذي تبنّى هذا الترشيح الرئيس سعد الحريري… قام بالزيارة الأولى خارج لبنان الى المملكة العربية السعودية…
فنحن لا نستغرب لماذا هذه الحملة المباشرة من «حزب الله» على زيارته الى المملكة.
إذا كان جماعة 8 آذار يعتبرون أنفسهم أنّ خيارهم كان العماد عون، فلماذا لم يتحقق هذا الخيار إلاّ بعد سنتين ونصف السنة؟ ولماذا (إذا كانوا قادرين) لم يوصلوه الى الرئاسة قبل سنتين ونصف؟!.
الرئيس ميشال عون هو رئيس اللبنانيين جميعهم، صحيح أنّه كان متحالفاً مع «حزب الله» ولكنه أولاً وثانياً وأخيراً هو لبناني من قمة رأسه الى أخمص قدميه.
ميشال عون مع المقاومة ضد إسرائيل مثل كل اللبنانيين ولكن بالنسبة الى موضوع «حزب الله» في سوريا، فقبل انتخابه صرّح الوزير جبران باسيل الذي كما هو معلوم صهر فخامة الرئيس ويعبّر عن رأيه، قائلاً: إننا غير متفقين مع «حزب الله» على موضوع المقاومة خارج لبنان.
مشكلة جماعة الحزب الإلهي أنهم لا يعرفون ميشال عون ولا يعرفون أنّ أي مسيحي لبناني يصل الى رئاسة الجمهورية يقبل بألاّ يكون لبنان سيّداً حراً ومستقلاً… فليس من لبناني يقبل أن تكون هناك دولة غير الدولة اللبنانية ولا جيش غير الجيش اللبناني.
صحيح أنّ الجنرال مثله مثل كل اللبنانيين مع أي مقاوم ضد مَن يحتل أي قطعة من أرض لبنان، وتلك حدود المسألة، أمّا إذا كان للمقاومة أجندة بأنّ قائدها جندي في جيش ولاية الفقيه، فنقول إنّ هذا الجندي مكانه في طهران وليس في لبنان، ومن لا يعجبه فليذهب الى إيران.
عوني الكعكي