IMLebanon

عون يوفّق وبري يسهّل والحريري ينفتح

112 صوتاً للتكليف.. وجهود لتأليف قريب للحكومة

                                           عون يوفّق وبري يسهّل والحريري ينفتح

كما كان متوقعاً، حاز الرئيس سعد الحريري 112 صوتاً من اصل 126عدد أعضاء المجلس النيابي الحالي بعد استقالة النائب روبير فاضل وشغور مقعد ميشال عون بعد انتخابه رئيساً، في ختام الاستشارات النيابية التي شهدها القصر الجمهوري على مدى يومين، في حين امتنعت «كتلة الوفاء للمقاومة» (13 نائباً) عن التسمية وكتلة «البعث» (عاصم قانصوه) بعدما احتسب النائب قاسم هاشم من ضمن «كتلة التنمية والتحرير».

وقاد عون أول دور توفيقي من خلال إدارته للقاء الذي جمعه مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، ونجح بسرعة في تحويل «العتب الذي هو على قدر المحبة بين الرجلين»، إلى وفاق حول الخروج من مرحلة الاشتباك السياسي إلى مرحلة البناء.

أوساط رسمية قرأت في مسار الاستشارات ونتائجها إيجابيات كبيرة أبرزها:

ـ عدد الأصوات التي حازها الحريري.

ـ الحرص الذي أبداه عون على التزام كل النواب بالتسمية ومَن وضع الاسم بعهدته احتسب للرئيس المكلف.

ـ الموقف الذي أعلنه بري والذي لم يُقفل الباب في وجه المشاركة في الحكومة، ولا سيما لجهة تسهيل مهمة الحريري في تأليف الحكومة.

ـ موقف الحريري الذي مدّ يده الى الجميع وحتى الى من امتنع عن تسميته في إشارة واضحة للانفتاح على «حزب الله»، وبدا من خلال البيان أن لديه أملاً بإنجاز التأليف بسرعة.

واعتبرت أوساط الحريري «أن الأصوات التي حازها هي أصوات للعهد الجديد»، ووضعت موقف بري في خانة «الإيجابية الكبيرة ونحن إيجابيون معه أيضاً».

وأشارت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة أن «الاتجاه الى تزخيم المشاورات والاتصالات للانتهاء من عملية التأليف في حدود الأسبوعين، خصوصاً أن جميع الفرقاء يعلمون أن مهمة هذه الحكومة الأساسية هي إعداد قانون انتخاب وإجراء الانتخابات النيابية وبالتالي لن يتجاوز عمرها الثمانية أشهر».

وتوجّهت الأنظار في اليوم الثاني من الاستشارات الى كتلتي «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» التي تحدّث باسمها النائب محمد رعد، مشيراً إلى أن الكتلة لم تسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة. أما «التنمية والتحرير» التي تحدث باسمها بري فحسم الجدل حول اتجاه التسمية لديها بقوله «للرئيس سعد الحريري دين في ذمتي منذ قلتُ وصرحتُ أنني إلى جانبه ومعه ظالماً ام مظلوماً. وبعد أن اجتمعت بكتلة التنمية والتحرير ومع قيادة حركة أمل التي أنتمي إليها قررت أن أفي هذا الدين بكامله وأقدّم طلباً وتمنّياً باسمنا جميعاً بتسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة».

ورداً على سؤال، قال بري «كلو بحسابو، عدس بترابو». وعن كيفية ترجمة التعاون في التأليف في المرحلة المقبلة وهل سيكون مجدداً إلى جانب «حزب الله» في حكومة وحدة وطنية، أكد «أنهم إذا أرادوا التعاون أردنا التعاون وإذا أرادونا في المعارضة نكون في المعارضة. وليس للتسمية أي علاقة». وحول وجود أي خطوط حمر بالنسبة للوزارات أو أي حقيبة، لفت النظر الى ان «هناك خطوط حمر وصفراء وخضراء وكل الألوان موجودة».

والتقى عون تباعاً النواب نقولا فتوش، «كتلة نواب الأرمن»، «كتلة الجماعة الإسلامية»، روبير غانم، دوري شمعون، إميل رحمه، أحمد فتفت، محمد الصفدي وسيرج طورسركيسيان، وسمّوا جميعاً الحريري لتأليف الحكومة.

في هذه الأثناء، أعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب، أن الرئيس المكلف سيجري استشارات التأليف اليوم وغداً في مجلس النواب.

بيان التكليف.. وردّ الحريري

وكان المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير قد أذاع فور انتهاء الاستشارات في بعبدا بيان تكليف الحريري الذي ثمّن جهود سلفه الرئيس تمام سلام، وأعلن أنه يتطلّع «للشروع في الاستشارات لتشكيل حكومة وفاق وطني تتخطى الانقسام السياسي، مستندة إلى إجماع كل القوى السياسية حول خطاب القسم بكل مندرجاته.. لتعمل على إنجاز قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل وتشرف على إنجاز الانتخابات النيابية في موعدها ولمعالجة الأزمات المعيشية والاقتصادية والبيئية والأمنية والسياسية».

وتابع أن «حق اللبنانيين علينا أن نشرع سريعاً في العمل لنحمي وطننا من النيران المشتعلة من حوله ونحصّن مناعته في وجه الإرهاب ونوفر له مستلزمات مواجهة أعباء النزوح، ونعيد الأمل والثقة إلى شبابنا وشاباتنا بمستقبل أفضل، ونعيد ثقة العرب والعالم بلبنان ورسالته ومؤسساته واقتصاده وسياحته والاستثمار فيه. إنه عهدٌ جديد، وهذا عهدي للبنانيين».

وتلقى رئيس الجمهورية المزيد من برقيات التهنئة، أبرزها من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو موروس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس دولة فلسطين محمود عباس. كما أبرق مهنّئاً نائب رئيس الوزراء في سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد.

في هذه الأثناء، أعلن مكتب الإعلام في الرئاسة أن الأحد المقبل سوف يكون «يوم تهنئة شعبية» في بعبدا. وسيلتقي عون المهنئين في باحة القصر الجمهوري في بعبدا، ويلقي فيهم كلمة للمناسبة.