IMLebanon

عون «نادم» على التقرب من الحريري

علاقة «المستقبل» بزعيم الرابية عادت كما كانت الى المربع الأول والى ما بعد التفاهم او التقارب الذي انجز قبل بضعة اشهر مع التيار الأزرق، وتكاد تكون صورة الاحتفال بالعيد الثمانين لعون في بيت الوسط آخر الصور من تلك المصالحة باستثناء الزيارات والتواصل القائمة بين الرابية وقلة من «المستقبليين»، والسبب هو الخلاف على التعيينات الأمنية بعدما ثبت ان التيار الأزرق هو المعرقل الأول والأساسي وهو الذي يضع العصي في دواليب «شاحنة « الاتفاق على انجاز التعيينات بعدما وضع الكثير من المطبات امام وصول عون الى قصر بعبدا وشامل روكز الى اليرزة وبعد ان بدا ان لا «فيتو» إقليمي على ترشيح قائد المغاوير للمنصب باستثناء «الفيتو» الأزرق خصوصاً ان لقاء اليرزة الأخير بات لا يحتمل تفسيرات كثيرة بانه دعم من رئيس الحكومة وكل القيادات الآذارية والمستقبلية لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي.

لكن الهمروجة السياسية في اليرزة لم تغير شيئاً في اولويات الرابية وفي اهدافها وما تريد حتى لو تآمرت كل قوى الكون، فما يريده عون لن يتنازل عنه وهو ليس في وارد ان يستسلم بعد في معركة الرئاسة وقيادة الجيش.

يبدو وزير الداخلية نهاد المشنوق الوحيد من القيادات المستقبلية التي لا تزال على مسافة مقبولة من الرابية، فوزير العدل لا يوفر مناسبة لمواجهة عون الذي يشبه «نيرون» برأي أشرف ريفي الذي يرغب بإحراق المدينة فوق رؤوس الجميع.والمشنوق وحده من الشخصيات التي انجزت مصالحاتها مع الرابية بسرعة وطوت صفحة الماضي بسرعة وحيث يلحظ المتابعون ان وزير الداخلية لا مشكلة حالية بينه وبين الرابية بل ثمة رضى من عون على الكثير من أداء المشنوق في وزارة الداخلية رغم المسافة السياسية التي تباعد بينهما، إلا ان ذلك لا يعني ان عون سوف يرمي أوراقه مهما تزايدت المبادرات او الضغوط عليه، فلا شيء يقدم او يؤخر امام اصرار الرابية على تعيين قائد جديد للجيش ومنع تسريح قهوجي.

وفيما لا تزال اوساط قريبة من الرابية تتساءل عن اسرار تعنت المستقبل وموقفه، و انقلاب المستقبل على تفاهمه معه او شبه التفاهم الذي انجز، تتساءل الاوساط لماذا لا يتدخل التيار في المواقع في الدولة المحسوبة على تيار المستقبل فيما التيار الأزرق له اليد الطولى في التأثيرات في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وبالتدخل في المواقع المصنفة للمسيحيين بعدما ثبت تورطه وانحيازه الى فريق المعطلين لوصول عون الى بعبدا ووصول شامل روكز الى اليرزة، والسؤال الموجه الى حليف الحليف ايضاً في عين التينة الذي تبدو العلاقة باردة في هذه المرحلة على خلفية تعطيل الجلسات التشريعية ووقوف بري الى جانب اخصام عون في تعطيل ترئيس عون وتسمية روكز، لماذا يحق لطرف ان يجمع بين مجلس النواب وقيادة الامن العام فيما لا يحق لزعيم الرابية ان يجمع بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وبالتالي فان ثمة سؤال يطرح نفسه بقوة ويتضمن الشعور بالندم حول من «أقنع عون بالتقرب من الحريري، وهل ان التفاهم مع جعجع واعلان النوايا الذي حصل مع القوات يمكن ان يؤول الى المصير نفسه للعلاقة مع المستقبل؟

واشارت الاوساط الى ان خطة المستقبل باتت واضحة وتقوم على ضرب عون مرتين، أولاً بابعاده عن موقع الرئاسة وقيادة الجيش، وايضاً في خلق الحالة والإيحاء بان عون يجلب الفراغ الى مؤسسات الدولة، فهو يقاطع مجلس النواب ويعطل العمل الحكومي ويتحمل مسؤولية الفراغ الرئاسي وربما الفراغ في قيادة الجيش مستقبلاً في ظل الأوضاع الامنية الخطية حيث يتوجب على الجيش ان يقوم بضرب الإرهابيين بعد هروبهم من القلمون الى عرسال، وبالتالي فان اوراق المستقبل مكشوفة من قبل الرابية في الآونة الأخيرة حيث يحاول ان يضع يده على المفاصل المتعلقة بالتعيينات والمواقع داخل الدولة، وهو يعمل على مسايرة بعض حلفائه المتضررين من وصول الأقوياء الى سدة الرئاسة وقيادة الجيش.

من جهة الرابية فان عون كما تقول الأوساط لن يسير بمعادلة الرئاسة مقابل قيادة الجيش التي يريد البعض استفزازه بها، فهو يتمسك بالملف الرئاسي ولن يستسلم بسهولة بدليل مبادرته التي حملها الى القيادات السياسية والروحية، وقيادة الجيش وان لم يسم لها علناً قائد فوج المغاوير المحسوب عليه، إلا ان عون الذي يترأس اكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي يرى الرئاسة من حقه الطبيعي، اما ان تؤول قيادة الجيش الى شامل روكز فلا فيتوات شخصية من احد على قائد المغاوير او على ادائه العسكري ومسيرته في المؤسسة العسكرية من سوق الغرب الى نهر البارد وعبرا وعرسال.