IMLebanon

عون ترتفع حظوظه شمالاً أكثر من فرنجية

كيف تلقى الشارع الطرابلسي خاصة والشمالي عامة تقدم حظوظ العماد ميشال عون في الملف الرئاسي وتراجع حظوظ النائب سليمان فرنجية؟

يتابع الطرابلسيون والشماليون عامة حراك الرئيس سعد الحريري الذي يستهدف الوصول الى انجاز الاستحقاق الرئاسي. وبات هذا الحراك حديث المجالس السياسية والشعبية على أمل الخروج من نفق الجمود الذي تشهده الساحة اللبنانية في ظل الفراغ الرئاسي وانعكاسه على المؤسسات الحكومية وما يترك ذلك من سلبيات اقتصادية ومعيشية تطال مختلف الشؤون المتعلقة بمصالح الناس.

والشماليون يترقبون اخر التطورات المتعلقة بهذا الاستحقاق وقد بدت حظوظ العماد عون ترتفع قياسا الى حظوظ الوزير فرنجية، واذا كان معظم اللبنانيين يأملون بالوصول الى خواتيم سعيدة لهذا الاستحقاق لكسر طوق الستاتيكو المتحكم بالحياة السياسية اللبنانية فان الوسط الشعبي الطرابلسي وقف حيال مساعي الحريري واحتمالات ترشحيه للعماد عون موقف المصدوم وقد تفاوتت ردود الفعل بين الشرائح الشعبية الطرابلسية والشمالية. خاصة لدى قواعد تيار المستقبل وانصاره الذين تلقوا على مدى سنوات الكثير من الشحن والتعبئة والتحريض ضد العماد عون ونشأوا على خصومته فاذا بهم اليوم يجدون انفسهم في موقع النصير للعماد عون ولسان حالهم يقول الى اين يأخذنا الرئيس الحريري بعد ان تلقينا دروس الخصومة للتيار الوطني الحر ولزعيمه العماد عون.

وقد سادت البلبلة في اوساط المستقبليين بين ملتزم بسياسة الحريري وتحت شعار «عالحلوة والمرة معك» وبين متمرد على السياسة الحريرية التي اعتبروها سياسة تحويلية وتدار من الخارج.

ولم يقتصر الامر على الوسط الشعبي ففي الوسط السياسي وخاصة في كتلة نواب المستقبل بدا ان معظمهم لم يستسغ ترشيح العماد عون ومنهم من اعرب عن ذلك صراحة كالنائب احمد فتفت الذي اعلن انه لن يلتزم بقرار ترشيح عون في حال صدوره. ومثله النائب معين المرعبي الذي ابدى مواقف متشنجة حيال عون. الامر الذي اوحى بأن هذا الترشيح سيؤدي الى انقسامات في صفوف المستقبليين عدا عن انه كشف الهشاشة التنظيمية لتيار المسقبل.

واعتبرت اوساط سياسية طرابلسية ان هذا الواقع شكل ثغرة جعلت من الوزير اشرف ريفي يتسلل منها الى صفوف المستقبليين والعزف على وتر هذا الترشيح والاستفادة منه. مضيفا الى خطابه السياسي الطرابلسي لغة جديدة في توظيف مشاعر الطرابلسيين في التحريض باتجاه عون كما في اتجاه الوزير فرنجية. والظهور بمظهر الحريص على مبادئ 14 اذار ورفض اي مرشح من فريق 8 اذار.

وحسب الاوساط ان نواب طرابلس والشمال ينصاعون الى لغة الشارع التي تتحكم فيه العملية التحريضية المذهبية. وان سنوات التحريض على العماد عون لا يمكن لايام ولا لاسابيع تغيير هذا المجرى الذي اعتمده التيار الازرق طوال السنوات الماضية. بالرغم من ان القواعد الشعبية للتيار الوطني الحر وخاصة في الوسط المسيحي الشمالي تعتبر في المرحلة الاولى بين التيارات السياسية.

اما في الوسط الاسلامي السني في طرابلس والشمال فقد خضع لسنوات من الحقن المذهبي، الذي مارسه التيار الازرق، بينما هناك اوساط سياسية اخرى باتت اكثر قناعة بضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي بالسرعة اللازمة وان رجلا مثل العماد عون بما يؤمن به من دولة المؤسسات جدير بان يصل الى موقع الرئاسة واذا لم تتوفر الفرص له او للوزير فرنجية فماذا يشكو الخيار الثالث الذي لا يزال مطروحا في المحافل السياسية المحلية والاقليمية وهو الوزير جان عبيد وله في الشمال موقع شعبي يمتد من طرابلس الى باقي الاقضية الشمالية.

ويبدو حسب الاوساط ان القلق يسود اوساط المستقبليين من  نوابهم الى قياداتهم ووصولا الى قواعدهم الشعبية. والتيار في هذه الظروف هو على المحك الشعبي خاصة في بيئته ومخزونه الشعبي التقليدي في طرابلس وعكار والضنية والمنية.