Site icon IMLebanon

عون مريض

من يستمع الى مقدمة نشرة تلفزيون O.T.V يظن أنّ هناك حرباً لإبادة المسيحيين وهضم حقوقهم في لبنان، ويتبيّـن أنّ السبب هو أنّ الجنرال ميشال عون يريد التعيينات الأمنية.

هذا الإهتمام البالغ من قبله لأنه يريد أن يعيّـن العميد شامل روكز قائداً للجيش.

السؤال الذي يطرح ذاته: هل أنّ «تيار المستقبل» أو الرئيس تمام سلام يريدان تعيين قائد جيش مسلم؟

إنّ هذا التباكي، مع هذه الحال السوداوية التي يعيشها ميشال عون ليست هي المرة الأولى فتاريخه مع هكذا أمور هو تاريخ سيئ، بدأ مع تعيينه رئيساً للحكومة الإنتقالية عام 1988 وكانت مهمتها الوحيدة التهيئة لانتخاب رئيس للجمهورية…

فكان أن أعلن عون «حرب التحرير»، ثم «حرب الإلغاء»، وإلى حرب 13 تشرين التي جاءت نتيجة تحدّيه أميركا والعالم كله وقوله بـ»تكسير رأس حافظ الأسد».

وبعد 11 سنة في فرنسا… ونتذكر أنّ جميل السيّد وكريم بقرادوني واميل اميل لحود، من شدّة «غيرتهم» على لبنان، تجاوزوا القوانين كلها، وكان يومها عدنان عضوم وزيراً للعدل ففتح الوزارة ليلاً ونهاراً لتجاوز القانون، لأنه كان يجب أن يحاكم عون فور عودته الى لبنان، والأنكى إعطاؤه تعويضات بمليارات الليرات مكافأة له على تخريب البلد، فاعتاد عون على أنّه يقدر أن يحقق ما يشاء من دون أي حساب…

ومثال ذلك أنّ جبران باسيل رسب في الانتخابات مرة أولى ومرة ثانية ففرضه في الحكومات الأخيرة المتعاقبة في الحقائب التي يريدها ولو أدّى ذلك الى تأجيل تشكيل الحكومة حتى تتحقق شروط عون.

وأقام الدنيا ولم يقعدها ضد سعد الحريري، ووضع كتاب «الإبراء المستحيل»… وعندما وجد أنّه يمكن ترتيب الأمور مع سعد الحريري لجهة احتمال وصوله الى رئاسة الجمهورية، توجّه الى لقائه في روما… علماً أنّ سعد لم يعده بشيء بل نصحه بالاتفاق مع سمير جعجع، ومن ثم يكون لكل حادث حديث…

وعليه اعتاد ميشال عون على الصراخ والبكاء مثل الولد الصغير الذي يبكي على أمه… لينال مطلبه، وهو يظن أنّه قادر على أن يستمر في هذه اللعبة الى ما لا نهاية…

وهو، في أي حال سيظل يخوض المعارك الخاسرة التي من أسف تنعكس نتائجها السلبية على المسيحيين، عموماً…

علماً أنّه يظن أنّ لا مسيحيين سواه، وفي هذه الحكومة ممثلون عن «الكتائب» والرئيس ميشال سليمان والمستقلون… فهل لم يعد هؤلاء مسيحيين؟