للمرة الثانية أشاهد مسلسل “إنتِ مين” للكاتبة والممثلة كارين رزق الله، وأستمتع بأداء أبطال العمل وبوجه أخص بلعب نقولا دانيال شخصية أسعد المقاتل السابق، والهامشي والسكير والضحية والبطل المسكون بالويلات والمعارك وآثار الخطف وأمراض الحرب. تسأل ابنته عن أمها يقول. قتلوها؟ تلحّ مين؟ يجاوب هني. هني مين؟ ما بعرف. راحت. لوين؟ لهونيك. وين هونيك؟ تمطره بالأسئلة فيصر على أجوبة ملتبسة تائهة كأفكاره، ككوابيسه، كماضيه. وبين الحين والآخر يصرخ: أنا البطل (Hero).
أن يجاوب أسعد على أسئلة ابنته ببلادة وهو بين العارف والمتجاهل، بين الصاحي والمحلّق في فضاءات العرق والرؤى المتخيّلة، فهو يعطي لدوره إضافات إبداعية، لكن أن يسأل رئيس جمهورية، بدلاً من أن يجاوب مواطنيه على أسئلتهم، فهذا يعني أننا أمام حالة انفصال تام عن الواقع. وسأحاول كمواطن في هذه العجالة أن أجيبه مستوحياً من أجوبة أسعد الدقة والموضوعية.
يسأل رئيس الجمهورية: أين نحن واين موقع لبنان وما هي السياسات التي علينا أن ننتهج إزاء التغيرات؟… ألخ.
الجواب: موقع لبنان بقلب جهنم والسياسات الواجب انتهاجها تحتاج إلى طاولة حوار ومازاتها.
يسأل رئيس الجمهورية: ما هي الحال الإجتماعية لشعبنا في ظل غياب منظومة الحماية الإجتماعية.
الجواب: متل ما إنت شايف.
يسأل رئيس الجمهورية: أين نحن من رفع الدعم… ولا نضبط إستفادة شعبنا دون سواه منها؟
الجواب: مين بدو يضبط شو بالضبط؟
يسأل رئيس الجمهورية: أين الخطة الإقتصادية؟
الجواب: راحت مشوار زغير وراجعة بعد الضهر. لوين راحت؟ لهونيك.
يسأل رئيس الجمهورية: أين برنامج الإستثمار العام CIP ومن أبقاه حبراً على ورق؟
الجواب: أمير يمان يتحمل المسؤولية كاملة.
يسأل رئيس الجمهورية: أين الخطط الإنمائية القطاعية؟
الجواب: في إحتمالات؟
يسأل رئيس الجمهورية: أين التقديمات الطبية والعلاجية والإستشفائية؟
الجواب: رقم حمد حسن 03785569 إسأله.
يسأل رئيس الجمهورية: أين خطة الكهرباء التي تنام في الأدراج منذ سنة 2010؟
أيقظها من سباتها كما أيقظت مراسيم الإستكشاف والتنقيب.
يسأل رئيس الجمهورية: أين خطة السدود من تجميع ثروة لبنان؟
نفس السؤال سأله الرئيس إميل لحود مطلع الألفية الثالثة. الجواب: المسؤولية برمتها تقع على عاتق محمد عبد الحميد بيضون.
يسأل رئيس الجمهورية: أين سائر مشاريع الإصلاح؟
الجواب: بأول جارور لأ. بتاني جارور لأ. بالتالت إيه.
أين القضاء من سطوة النافذين؟
يُحال السؤال فوراً إلى المستشار سليم جريصاتي.
أين نحن من التدقيق الجنائي في مصرف لبنان؟
الجواب: من نحن لنُسأل؟ نحن مين؟ كاسك عم أسعد. كاس البطل.