IMLebanon

عون لاستثمار «التفاهم النفطي».. وبري «عدس بترابو.. كل شي بحسابو»

أحدثت جولة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون المفاجئة في اليوم الأول من عيد الفطر، خرقا في إجازة العيد التي غابت عنها التحركات والمواقف السياسية، خصوصا في ضوء سفر رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري إلى السعودية.

وإذا كانت دوائر دار الفتوى قد وضعت مسبقا في جو زيارة العماد عون، فان دوائر عين التينة، فوجئت بالأمر.

وفي المعلومات، أن الرئيس نبيه بري لم يكن مطلعا على نية «الجنرال» زيارته لمناسبة العيد، وبينما كان يلاعب أحفاده في منزل العائلة في عين التينة (وليس في مقر الرئاسة الثانية) وهو يرتدي البيجاما قبل ظهر يوم الأربعاء الماضي، تلقى اتصالا من مسؤول الأمن عنده يفيده خلاله بنية «الجنرال» زيارته للمعايدة، ولم يكد بري ينتهي من ارتداء ثيابه حتى وصل عون وحده، واستقبله في دارته من دون إعلام.

ووفق مراجع معنية واكبت الزيارة، فان «الجنرال» كان قد تلقى استفسارات من شخصيات غير عونية، عن «سر» عدم استثماره «التفاهم النفطي» مع رئيس المجلس النيابي ولماذا ترك لصهره رئيس «التيار الوطني الحر» أن يتولى هذه المسألة، بينما كان الأصح أن يكون هو «العرّاب».

ولم تمض ساعات، حتى كان عون يبادر باتجاه عين التينة، خصوصا أنه استشعر مناخا إعلاميا يحاول «التخريب» على «التفاهم النفطي» وأية محاولة لاستثماره سياسيا، وما أن انتهى من زيارة دار الفتوى حتى كان موكبه يتوجه إلى عين التينة، خصوصا أنه بدأ يشعر ببداية تحول في موقف «تيار المستقبل» من قضية ترشحه لرئاسة الجمهورية، حسب أوساط قريبة منه، مضيفة أن «المؤشرات الرئاسية ايجابية».. والإشارة الحاسمة «ستكون عندما يعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سحب ترشحه»!

وبينما غابت التصريحات عن لقاء عين التينة، نقل زوار بري عنه قوله انه لا يجوز تحميل زيارة «الجنرال» أكثر مما تحتمل وكل السيناريوهات الرائجة ومنها الربط بين النفط والرئاسة هي مجرد استنتاجات من صنع خيال بعض الإعلاميين أو السياسيين، وكرر بري أمام زواره، أمس، ما يقوله المثل الشعبي المعروف: «عدس بترابو.. وكل شي بحسابو»!

وردا على ما أشاعته بعض المواقع الالكترونية اللبنانية، بأن التفاهم النفطي جاء بعد زيارة وزير المال علي حسن خليل الأخيرة إلى موسكو، قال بري انه ليس صحيحا أن خليل عقد أية تفاهمات نفطية مع الروس خلال الزيارة، وأضاف أن ما أدى إلى تحريك الملف النفطي هو تقرير هيئة إدارة قطاع البترول الذي تسلمه هو ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الطاقة أرتور نظاريان.

وأوضح بري أن تقرير الهيئة أظهر وجود مكامن جيولوجية مشتركة بين «البلوكات» الجنوبية وبين «البلوكات» النفطية في شمال فلسطين المحتلة «وبالتالي تبين أنني كنت على حق عندما كنت أحذر من نية إسرائيل اقتطاع بعض حدودنا البحرية لأنها غنية بالغاز الطبيعي». وقال: «ما كنا لنترك الإسرائيليين يسرقون مياهنا وهي مالحة، فكيف بعدما ثبت أنها غنية بالثروات الطبيعية»؟

وإذ جدد بري أن كرة الملف النفطي باتت في ملعب الحكومة المطالبة بعقد جلسة لإقرار المرسومين واقتراح قانون الموارد الضريبية المقدم من وزير المال، حتى يسلك هذا الملف مساره الطبيعي، لم يستبعد أن يواجه هذا الملف «عرسا» في كل محطة من محطات دورته الكاملة.

وكما كان متوقعا، تطرق عون في أثناء اللقاء مع بري إلى الخلوة التي ستعقدها هيئة الحوار الوطني في الثاني والثالث والرابع من آب المقبل في مقر الرئاسة الثانية، وأمل أن تنجح جلسات الحوار، ووافقه بري في إبداء الأمل، خصوصا وأنه يعوّل على إحداث خرق في موضوع القانون الانتخابي.

ومن الواضح أن انفتاح بري على مشروع قانون هيئة فؤاد بطرس، لن يمنعه من استمرار الدفاع عن المشروع المختلط المقدم باسمه (64 نائبا وفق النسبية و64 نائبا وفق الاكثري).

وفي موازاة ذلك، علمت «السفير» أن بري تلقى رسالة من الجانب الفرنسي تفيد بأن وزير الخارجية الفرنسي الذي سيصل إلى لبنان يوم الثلاثاء المقبل في زيارة تستمر 48 ساعة، سيتطرق إلى أمرين أولهما دعم لبنان في مواجهة أعباء النزوح السوري الذي يضغط على الواقع اللبناني بكل أبعاده، وثانيهما، إعادة تنشيط الملف الرئاسي، خصوصا وأن باريس استقبلت في الآونة الأخيرة شخصيات على صلة مباشرة بالملف اللبناني.

في السياق نفسه، قالت أوساط مقربة من عون إن المؤشرات الرئاسية ايجابية، وأكدت أن العماد عون يعتمد في الآونة الأخيرة سياسة الصمت لكن ذلك لا يمنع من القول أن الجلسة التي جمعته ببري كانت ايجابية وتؤسس للمزيد من التفاهمات، نافية أن يكون قد تبادل الجانبان أي عتب.

واكتفت الأوساط العونية بالقول إن التفاهم النفطي بين الرابية وعين التينة هو بمثابة «جس نبض» يمكن التأسيس عليه، وقالت إن «الجنرال» عاد من زيارته إلى مقر الرئاسة الثانية مرتاحا.

وكان عون قد زار قبل ذلك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وقدم إليه التهاني بعيد الفطر، وشدد بعد اللقاء على أهمية «العودة إلى تقاليدنا الأصلية بالمشاركة في الأعياد».

امّا عن العلاقة مع «تيار المستقبل»، فاشار عون الى انّ التواصل مستمر برغم الخلافات السياسية.

وقال ردا على سؤال ان قضية انتخاب رئيس للجمهورية هي «واحدة من ضمن القضايا التي يتم تداولها مع الاقطاب اللبنانية وليست محصورة بشخص، ونتمنى التفاهم واذا لم يحدث هذا التفاهم وقد جربنا ذلك فيصبح لبنان حينها في وضع سيئ.. لذا كان لا بد من ان نعطي دفعة جديدة للبنان ان شاء الله للخروج من هذه الأزمة وهذه أمنيتنا».

ورداً على سؤال عن انتخاب الرئيس قريــباً، اجــاب عون «انشاء الله».