يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مصحوباً بفريق وزاري، للسفر يوم غد الاحد، الى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لتبيان تصور لبنان لمجريات الأمور ووضع النقاط على الحروف.. في ظل تطورات وظروف وأوضاع اقليمية ودولية مشوبة بكثير من الغموض، أكثر من أي وقت مضى، على رغم انجازات لبنان البالغة الأهمية، التي تمثلت في تحرير جرود السلسلة الشرقية – على الحدود مع سوريا – من الجماعات الارهابية، وهو انجاز حققه الجيش اللبناني وحظي بمباركة وتهاني العديد من الدول..
حضور الرئيس العماد عون اجتماعات الجمعية، سيكون، ولا شك »مناسبة بالغة الأهمية بالنسبة الى لبنان« على ما يقرأها مقربون من رئيس الجمهورية ومن فريق عمله الذي يعمل على اعداد كلمته التي سيلقيها من على أعلى منبر دولي، وهي موزعة على النقاط الرئيسية التالية:
1- خروج لبنان من الشغور الرئاسي الذي دام لنحو سنتين وأكثر، ومن ثم اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية والتأكيد على اجرائها في موعدها المقرر في ايار المقبل، خصوصاً بعد صدد، المرسوم رقم 1385 القاضي بتأليف هيئة الاشراف على الانتخابات التي شكلها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة في القصر الجمهوري في بعبدا..
2- الانجاز الوطني البالغ الأهمية الذي حققه لبنان في عملية »فجر الجرود« التي نفذها الجيش اللبناني، وحققت أهدافها المباشرة وغير المباشرة، بحيث تم تحرير الارض اللبنانية والكشف عن مصير »العسكريين المخطوفين« الذين أصبحوا شهداء كرمهم لبنان وحياهم العالم بغالبيته الساحقة.. خصوصاً وأن لبنان تلقى الكثير من ردود الفعل العربية والاقليمية والدولية المهنئة على هذا الانجاز الذي تحقق في مواجهته الارهاب والجماعات الارهابية، وان كانت المخاوف ماتزال قائمة من ان يتحول لبنان الى صندوق بريد للخارج الذي يستهدف الكيان اللبناني عبر عمليات تفجيرات إرهابية في الداخل وذلك على الرغم من اليقظة الأمنية اللافتة والسهر 24 على 24 على الأمن، الأمر الذي يستدعى بناء الدولة القوية بأجهزتها العسكرية والامنية، و»العادلة بقوانينها والمصانة بسياسة حكيمة واقتصاد متين وعلم حديث وعمل وافر«.
3- التهديدات الاسرائيلية والخروقات اليومية وانتهاك السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، واستعمال الكيان الاسرائيلي الأجواء اللبنانية لقصف الاراضي السورية وخرق جدار الصوت وزرع أجهزة تجسس داخل الاراضي اللبنانية.. وقد قدمت وزارة الخارجية شكوى بهذه الخروقات الى مجلس الأمن..
4- حماية الحدود البرية والبحرية والجوية.. خصوصاً وأنه لاتزال أمام لبنان مهمات كبيرة، وأمام المؤسسات العسكرية والامنية تضحيات أكبر، لا تقل أهمية عن دحر الارهاب العالمي.. وذلك على الرغم من قرار نشر الجيش اللبناني على امتداد الحدود الشرقية للدفاع عنها والتنسيق القوي مع »اليونيفيل« جنوباً.. خصوصاً أكثر، ان الدلائل والمعطيات المتوافرة توجب عدم ادارة الظهر الى »الارهاب الأساسي والأهم، الذي يتربص بحدودنا الجنوبية، والمتمثل بالعدو الاسرائيلي..« على رغم انتهاء المناورات الاسرائيلية التي استمرت 11 يوماً، وحاكت حرباً على »حزب الله« تحت عنوان »اخضاع الحزب« وتعززت في اليومين الماضيين بتهديدات جديدة بـ»اعادة لبنان الى العصر الحجري« على ما جاء على لسان وزير البناء (رئيس هيئة الأركان سابقاً) يواف غالنت..
5- تأكيد التزام لبنان القرار الدولي 1701 ومندرجاته كافة، والتعاون الأقصى مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان »اليونيفيل« للحفاظ على أمن واستقرار الحدود الجنوبية، مع التنويه بقرار التمديد سنة لهذه القوات..
بالطبع لن يدعو الرئيس عون في كلمته الى توسيع دائرة عمل القوات الدولية لتطال سائر الحدود البرية مع سوريا.. خصوصاً وأن قرار تكليف الجيش المرابطة والسهر على هذه الحدود بدأ سريانه.. وهي مسألة تحتاج الى المزيد من الدعم للجيش اللبناني وعلى جميع المستويات..
6- ان وجود الرئيس عون في الامم المتحدة سيكون مناسبة للقاءات عديدة مع مسؤولي الدول الحاضرين، كما سيكون مناسبة للبحث في سائر المواضيع ذات الاهتمام المشترك، لاسيما مطالبة رئيس الجمهورية المتكررة بأن يكون لبنان »مركزاً دولياً لحوار الحضارات والأديان..«.
7- ضرورة تعاون المنظمات الدولية، وسائر الدول مع لبنان في ما خص المساعدات التي تقدم للنازحين السوريين.. بانتظار اكتمال الظروف التي توفر عودة سليمة وآمنة لهؤلاء الى بلداتهم..
ليس من شك في ان الزيارة الى نيويورك ستكون بالغة الأهمية، وقد أفصح العديد من السفراء والمندوبين المعتمدين في لبنان حرصاً ورغبة وتمنيات في تعزيز العلاقات من المشتركة والعمل على انجاز المواضيع ذات الاهتمام المشترك وذلك على الرغم من تحفظ عديدين وتخوفاتهم من ان يكون الداخل اللبناني مستهدفاً أمنياً من الجماعات الارهابية التي دفعت بسفارتي الولايات المتحدة وكندا الى تحذير مواطنيهما في لبنان من تعرضهم لحوادث إرهابية..