استمعنا، أمس، الى تصريحين أحدهما للجنرال ميشال عون وآخر لسامي الجميّل. سبحان الله انّ شخصاً مثل الجنرال الذي هو فوق الثمانين من عمره يتحدث بلغة سوقية لا تليق بمن هو في مثل سنه خصوصاً عندما ربط بين النفايات وترقية الضباط، وبالذات قوله: خليهم يبخروا فمهم عندما يتحدثون عن الضباط الشرفاء.
نفهم أنّ من حقه الدفاع عن ضابط محترم كفؤ عليه إجماع وليس في حاجة الى شهادة من أحد، وهو قدوة في الانضباط العالي والمناقبية المثالية… وكما يقال: هو عسكري بكل ما للكلمة من معنى.
ولكن أن يتهجم عون على كل الناس، فنسأله: أين الديموقراطية يا حضرة الجنرال؟ أين حرية الرأي؟
اما حملته على النواب والوزراء بكثير من الكلام الساقط، فهل ينسى انه يترأس كتلة نيابية ولديه ممثلين في الحكومة ايضاً، او ان نوابه ووزراءه هم منزهون عن هذه الاتهامات التي هي أقرب الى الشتائم التي يطلع بها يميناً وشمالاً، لدرجة اننا نتساءل ما اذا كان فعلاً خريج مدرسة الجيش المفترض انها مدرسة الشرف والتضيحة والوفاء والاخلاق والانضباط…
وفي المقابل، استمعنا الى تصريح لسامي الجميّل تحدث فيه عن تقدمه شخصياً بادعاء حول الفساد في موضوع النفايات لدى المدعي العام.
سامي الجميّل من عمر أحفاد ميشال عون، وهو شاب من حقه أن ينفعل ومع ذلك تحدث بعقلانية ومنطق… وقد جاء كلامه في غاية التهذيب، لذلك أردنا أن ننوّه بأسلوبه في منأى عن رأينا بالدعوى ومضمونها.
أمّا ميشال عون فضربت به الحميّة وترك المجال للغرائز….
إنّ من شاهد ميشال عون عبر شاشة التلفزيون لمس كم كان منفعلاً وفاقداً أعصابه… ولسنا ندري ما إذا كانت مسألة صحية أو ثمة ما يزعجه أو أنها مسألة العمر.
ننصح الجنرال بالإبتعاد عن الشاشة لأنّ حساسيتها تستفزه… وذلك كي لا يخطئ بحق نفسه وحق الآخرين.
إنّ التوجّه الى الجمهور له أصوله وأدبياته التي يبدو أنّ الجنرال عون لا يعترف بها.