IMLebanon

عون يريد إبعاد قهوجي.. و«الكتائب» لا يعارض روكز

الآلية المنقّحة» تحمي الحكومة من الهزّات

عون يريد إبعاد قهوجي.. و«الكتائب» لا يعارض روكز

باستثناء «تعصيبة» رشيد درباس التي لن تفسد للوئام الحكومي قضية، فإنّ حكومة تمام سلام تسير على «الزيح» الذي رسمه «البيك» بعد الاتفاق الأخير حول «الآلية المنقحة»، من دون أن تخربط «العجين». الكل مقتنع وراضٍ بـ«التقسيمة» حول الدور والصوت والتوقيع، فيما رئيس الحكومة يدير «الصفّ» بما تيسّر من مونة لديه على الجالسين قبالته على المائدة المستديرة، حتى لو حولتهم ظروف الشغور الى «رؤساء جمهورية» من دون لقب.

إذاً الحكومة ماشية وشغلها بالحد الأدنى ماشي.. بانتظار أن تقترب من خط النار الذي سترسمه التعيينات الأمنية بدءاً من شهر حزيران المقبل، موعد إحالة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص الى التقاعد. عندها قد يكون لـ «الحادث»، حديث آخر.

ينذر الجنرال ميشال عون الأقربين والأبعدين بأنّه لن يستكين ولن يمنح «توقيعه»، حتى لو كان سياسياً، لتسهيل التمديد في رأس المؤسسات الأمنية، أي قيادة الأمن الداخلي ومن بعدها قيادة الجيش. لا بل سيلجأ الرجل الى كل الأسلحة المتاحة أمامه كي يضرب عصفورين بحجر واحد:

– ترفيع العميد شامل روكز الى رتبة عماد قبل إحالته الى التقاعد، على اعتبار أنّها ستكون الفرصة الأخيرة أمامه قبل أن ينزع النجوم عن كتفيه، ولأنه سيصبح من الصعوبة في ما بعد استدعاؤه من الاحتياط لتسميته قائداً للجيش لو سمحت الظروف السياسية بذلك.

– إحالة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى التقاعد، ما يعني خروجه من السباق الرئاسي، على اعتبار أن ورقة القوة التي يتقدم بواسطتها الرجل على غيره من الموارنة المرشحين، هي في كونه على رأس المؤسسة العسكرية.

ما يعني بالنتيجة، أنّ الاستحقاق الأمني، قد يصيب الحكومة بشظاياه إذا ما قرر ميشال عون الذهاب حتى آخر المطاف بمعارضته، على طريقة «عليّ وعلى أعدائي…».

ومع ذلك، لا يتخوف «حزب الكتائب» من انفراط عقد الحكومة، ويقول الوزير سجعان قزي إنه لا يخشى على السلطة التنفيذية من «مصير أسود» قد يصيبها جراء اختلاف الرأي حول التعيينات الأمنية، ولا يرى أن احتمال التعطيل وارد.

قد تكون هذه المقاربة ناجمة عن الليونة التي تحاول «الصيفي» التسلح بها لمقاربة ملف التعيينات الأمنية، بعيداً عن التشنج أو الحدية، لارتباطه بالمؤسسة العسكرية بالذات. إذ يعتبر قزي أنّ التعامل مع هذه المسألة متصل بالجيش كمؤسسة بمعزل عن الأشخاص، ربطاً بالظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب دعماً مطلقاً للجيش.

ثمة علاقة جيدة بين اليرزة والصيفي، ولا يبدو أنّ «الكتائب» مستعد لشنّ حملة بوجه التمديد لقائد الجيش، في حال رسا التفاهم السياسي على هذا القرار، لأنّ المهم هو الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية وعدم تعريضها لـ «فيروس» الشغور في هذه المرحلة الأمنية الصعبة.

ولكن في المقابل، هذا لا يعني أنّ الرئيس أمين الجميل سيقف بالمرصاد لمحاولات التغيير، أي تعيين قائد جديد للجيش، كما يطرح العماد ميشال عون، وتحديداً لصالح وصول روكز الى رأس الهرم العسكري.

يؤكد الوزير الكتائبي أن روكز من أهم ضباط المؤسسة، وقد خاض معارك عسكرية كبيرة كان له دوره المؤثر فيها، ولديه كل الكفاءة التي تسمح له ببلوغ أعلى القمة في اليرزة، كما يتمتع بكامل ثقة حزب «الكتائب».

ويعتبر أنّ «نقطة ضعفه» التي يسجلها البعض عليه في كونه صهر العماد ميشال عون «لا تغيّر من موقف الحزب منه. وإذا حصل تالياً تفاهم سياسي وطني حوله، وهذا شرط أساسي، فنحن سنكون في صفّ المؤيدين، ولن نعطله أبداً. كما لن نعطل أي تفاهم حول أي ضابط آخر قد يحل محل قهوجي في القيادة». وهذا موقف مبدئي، برأي قزي، ولا يتعلق بالأشخاص.

وبذلك ينفي الوزير الكتائبي ما يتردد عن احتمال وقوف «الكتائب» بوجه سيناريو وقف «حقن التمديد» لصالح التجديد بقيادة روكز، وذلك رداً على المسار الحواري الثنائي الحاصل بين «التيار الوطني الحر» و«القوات»، مشيراً الى أنّ التقارب بين هذين الفريقين يثبت سياسة الكتائب بضرورة التفاف المسيحيين على بعضهم البعض، ليسأل: ولكن ما هي النتائج التي حققها الحوار كي نخشى منه أو نثأر منه؟

وبالانتظار يبدي حزب «الكتائب» ارتياحه للعمل تحت «ظلال» تمام سلام الذي أثبت، برأيه، أنه الرجل المناسب للمرحلة المناسبة حيث نجح في اجتياز مطبات هوائية كثيرة، بعضها «شغل» أهل البيت وبعضها الآخر من خارجه.