ما يزال العماد ميشال عون ثابتاً على مواقفه السياسية من مجمل التطورات اللبنانية، فالواضح ان قائد التيار الوطني الحر، بات على قناعة، ان القوى المحلية التي تعطّل وصوله الى قصر بعبدا، انما تعبّر عن نهج سياسي واقليمي، وعن حالة سياسية، قائمة في البلدد ولا تحتمل التغيير او القناعة بالعماد عون رئيساً للجمهورية.
وكل هذه المعطيات تتغير فقط عندما، تأتي الاشارات الاقليمية والدولية، وفق زوّار العماد عون، وبالتحديد السعودية او الاميركية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لذلك تعمد قوى في فريق 14 اذار الى اتهام حزب الله في التعطيل، فيما المسألة اسهل مما يتصورون وتكمن في ان ينزلوا الى جلسة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية على قاعدة سعد الحريري، رئيساً للحكومة، وهذا ما يرفضه الرئيس فؤاد السنيورة، بدليل رفض فريقه لمبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي لاقاها رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بشكل علني، عندما تحدث عن هذه المعادلة بوضوح.
العماد عون يرى وفق زواره، ان البلد فعلاً بحاجة الى رئيس للجمهورية فالاوضاع الاقليمية والدولية تشهد تسويات كبرى، حول سوريا واليمن والبحرين، وربما اماكن اخرى في العالم، مما يحتم وجود رئيس للجمهورية، يدير ويشرف على ترتيب وضع لبنان، الى جانب القوى السياسية على اختلافها.
لكن للعماد عون وفق زاوره رؤية مفادها ان الفريق الآخر المعرقل لوصوله للجمهورية، لم يعرقل هذا الوصول منذ اليوم، بل هذا الفريق يجهد في التضييق على كل طروحات عون، ان في التعيينات المدنية او العسكرية، ويعطي مثالاً، مسألة الهيئة العليا للاغاثة، حيث وافق عون على اي اسم يسميه تيار المستقبل، فقط على الا يصار الى التمديد، وقد وصلت الامور الى انه، اعلن موافقته على اي اسم من الاسماء الثلاثة، التي يريدها تيار المستقبل، لكن ما جرى في مجلس الوزراء، وفق ما ينقل الزوار، يشير بوضوح الى ان الجماعة لا تريد الا التمديد لحالاتهم السياسية والادارية والمالية، ويرفضون اي خطوة، يطرحها العماد عون، مما يعني له بوضوح، انهم باستمرار يعملون بجهد. لتطويق خطوات التيار، وبالتالي يفهم «الجنرال» ان حالة التذاكي التي يعمد اليها هذا الفريق مكشوفة تماماً امامه، لذلك قرر اتخاذ كل الخطوات الدستورية والقانونية الآيلة الى الاعتراض السلمي – الدستوري، تحت سقف القانون.
الا ان العماد يؤكد لزواره انه لن يعطي فرصة استقالة وزارئه لذاك الفريق، لأن الاستقالة ليس لها مفاعيل ونتائج حقيقية بغياب رئيس للجمهورية، ما يعني ان الفريق الآخر سيستفيد منها سياسياً، فيما الوضع الوطني للبنانيين، لا يسمح بتفجير الحكومة، وان سياسياً.
يضيف الزوار، بالماضي كانوا يتذرعون بالسوريين، وان السوريين موجودون في لبنان، لكن خرج السوريون وفي ذمة لبنان ثلاثون مليار دولار، اما اليوم فوصلنا الى عتبة السبعين ملياراً، والسوريون خارج البلد، ما يؤكد ان نهج هؤلاء في الماضي هو من يسود البلد.
العماد عون يؤكد لزواره انه حليف ثابت وقوي لحزب الله والمقاومة، وهو كان وما يزال في المقاومة حماية للبنان، الى جانب الجيش والشعب، والمقاومة لا تحتاج الى قرار رسمي، او دعم حكومي، فهي فقط، حاجة وطنية، وهي في وجه الاحتلال، كما في اي بلد في العالم يتعرض شعبه وارضه للاحتلال.
ويضيف زوار الرابية ان البعض يرى في لبنان بلد «مساندة» وليس بلد «دفاع»، وان هذه المعادلة، هي التي يجب ان تبقى لبنانياً لكن السؤال، ماذا نفعل عندما يتقدم العدو ويحتل لبنان، او عندما يكون تحت التهديد الاسرائيلي، كما نعيش اليوم، هل نقول للآخرين «تعالوا ودافعوا عن بلدنا» ونحن نتفرّج.
ويرى الزوار ان الرابية تؤكد مجدداً ان مشاركة حزب الله في الدفاع عن حدود لبنان من الجماعات التكفيرية ساهمت في حماية لبنان وامنه واستقراره، فيما الجميع ينظر ويرى ما يجري من حولنا مع دول مجاورة، لكن المشكلة ان هناك من لا يريد رؤية هذه الامور، ويتذرعون بكل شئ للوصول فقط الى سلاح المقاومة.
القضايا وفق الزوار واضحة في رؤية العماد ميشال عون، ولا تحتاج كثيراً الى التحليل والتفسير، من هنا يجب متابعة قضايا الوطن، بحكمة وروية، لكن دون السماح للآخرين باللعب ومسك البلد، وان لا احد غيرهم، اذ ان لبنان بلد «الشراكة» الوطنية والسياسية على مختلف الصعد.