عون لن يتدخّل في الخلاف ولا لقاء مع جعجع
مصادر «التيار»: ليستقل وزراء «القوّات» ويريحونا
لا تكفي التبريرات التي مررتها معراب لأكثر من وسيلة اعلامية للتكفير عن خطيئة التلويح بسحب وزراء «القوات» من حكومة الرئيس سعد الحريري، لا سيما وان معظم الكتل التي تتشكل منها الحكومة العتيدة تبدو مستاءة جدا من الابتزاز القواتي لها عند كل ملف خلافي او عند اية هفوة وزلة لسان لأحد ممثليها، كالتي حصلت مع النائب ستريدا جعجع مؤخرا.
وقد وصل الامر الى حد قول مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» في اطار التعليق على التهديدات القواتية بالاستقالة: «فليستقل وزراء القوات من الحكومة ويريحونا»، لا يمكن تسيير امور البلد بهذه الطريقة، ونحن نؤكد بان الحكومة مستمرة وستبقى مستمرة بوجود «القوات» او من دونهم، وعلى كل فريق مراجعة حساباته جيدا قبل لعب هذه اللعبة، وهذا الكلام ننقله ايضا عن الثنائي الشيعي وتيار المستقبل، كاشفة بانها ليست المرة الاولى التي تلوح بها «القوات» بالاستقالة، بل ان هذا الموضوع تكرر اكثر من مرة، ولكن بشكل غير علني.
وتوجهت المصادر العونية الى «القوات» بالقول: هل من مصلحتكم الخروج من الحكومة لا سيما وان اي تصعيد من هذا النوع هو تهديد مباشر للتفاهم الذي يجمعنا هذا اولا، اما ثانيا فان الخلافات لا تحل بمنطق الابتزاز و«تربيح الجميلة» وتنفيذ اجندات خارجية.
ومن هذا المنطلق، اعتبرت المصادر ان تفاهم معراب اصبح على المحك، و«القوات» اليوم مطالبة بمراجعة دقيقة للسياسة التي تتبعها مع التيار الوطني الحر وكافة مكونات الحكومة دون استثناء.
وكشفت المصادر ان هناك داخل «التيار الوطني الحر» من يطالب ويلح باعادة النظر بتفاهم معراب، مشيرة الى ان «القوات» لا تضبط محازبيها وقياداتها بالشكل المناسب وقد وصل الى قيادة التيار شكاوى كثيرة تمت معالجتها فورا حتى لا تتفاقم الامور، وجرى التعميم على كل مناصري التيار بعدم الانجرار الى لغة الاستفزاز التي يستعملها هؤلاء في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي السياق نفسه، اشارت المصادر الى ان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مستاء جدا من اداء وزراء القوات وبعض القياديين الذين لا يوفرون فرصة للتهجم عليه شخصيا ومحاولة ابتزازه في الملفات الحكومية كافة والتدخل في كل شاردة وواردة لا تخصهم.
ولكن، ما هو موقف رئيس الجمهورية من اهتزاز تفاهم معراب؟
بالنسبة للمصادر، فان الرئيس ميشال عون ليس في وارد التدخل في الخلاف بين «التيار» و«القوات»، لا من قريب ولا من بعيد، وغير مستعد لمناقشة هذا الملف مع اي طرف حتى لو كان رئيس حزب القوات سمير جعجع، فهذا الملف في عهدة رئيس التيار الوزير جبران باسيل واي تفاصيل خلافية يمكن مناقشتها معه، وعلى حد تعبيرها فان انقاذ التفاهم ما زال ممكنا، ولكن تحت سقف عودة القوات الى روحية تفاهم معراب والنتائج الايجابية التي اسس لها في الشارع المسيحي خصوصا والوضع السياسي اللبناني بشكل عام.