من المعيب ما نسمعه ونقرأه من مجموعة «حزب الله» وإيران الذين يريدون تبييض الوجه مع إيران والدفاع عن خطئها بتدخلها في اليمن، فيلجأون الى مقارنة «عاصفة الحزم» بالإعتداءات الاسرائيلية على لبنان، خصوصاً وأنّ ما يجري في سوريا والعراق من قِبَل النظامين التابعين لإيران، من مجازر وتخريب وقتل وتدمير لم يسبق أن حصل له مثيل في التاريخ.
ولو أخذنا على سبيل المال لا الحصر ما يجري في سوريا:
هذه هي السنة الخامسة من الحرب التي اندلعت بعد ستة أشهر من المطالبات الشعبية السلمية بالحرية والديموقراطية والإعلام الحر والانتخابات النزيهة.
منذ البداية بدلاً من أن يتفاهم النظام مع شعبه أفرج عن جماعة «القاعدة» من سجونه وراح يلعب لعبة المذهبية الفتنوية.
واليوم، بعد 300 ألف قتيل معظمهم نساء وأطفال وشيوخ، من المدنيين الأبرياء… وهو استخدم منذ البداية الطيران والصواريخ والدبابات لقتل شعبه… وهجر 13 مليوناً منه… ناهيك بتدمير المدارس وحتى المستشفيات وأيضاً الجوامع: في حمص جامع خالد بن الوليد، الجامع الأموي في حلب والجامع العمري في درعا(…) وكأنّه لم يكفِ النظام ذلك فأجبر الإيرانيون «حزب الله» على التورّط في سوريا لمشاركة النظام في قتل الشعب السوري، متدخلين بذريعة الدفاع عن المقامات الدينية في دمشق، فأضحوا في حلب وفي حمص.
وأمّا العراق فأين كان وأين أصبح؟!. وماذا يحل بأهل السُنّة هناك؟!. والسبب يعود الى إيران التي لا تزال تحمل حقداً فارسياً على العرب منذ القادسية الأولى حتى قادسية صدّام.
ولم يكتفوا بذلك بل خلقوا «داعش»، حيث ركّب النظام العراقي هذا التنظيم… ويكفي التحقيق الذي نشرته «دير شبيغل» ليكشف ما فعله النظامان السوري والعراقي.
إنّ مشكلة إيران مع العرب أنّهم يقفون مع المملكة العربية السعودية التي أوقفت تخريبهم اليمن لكي لا يحدث فيه ما حدث في سوريا والعراق ولبنان.
ان هذه الحملات إن دلت على شيء فإنما تدل على قلة وفاء، وهي تتوافق توقيتاً مع وصول طلائع السلاح الفرنسي الى الجيش بموجب هبة الـ3 مليارات دولار السعودية، اضافة الى انها تضع مصير 500 ألف لبناني في المملكة وسائر بلدان الخليج على المحك.
مخجل وسخيف ومعيب ما تلجأ إليه جوقة مجموعة التابعين لإيران والذين يشبّهون «عاصفة الحزم» بالإعتداءات الاسرائيلية… بينما هدف العاصفة هو كما قال الأمير سعود الفيصل عدم السماح لإيران بأن تنفذ في اليمن ما نفّذته في سوريا والعراق.
فليكف هؤلاء عن هذه التبعية لإيران على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين… وهم يعرفون أنّ أحداً لن يصدّق هذه الترهات.