Site icon IMLebanon

استياء عوني – قواتي من فرنجية

وكأن التوافق المسيحي بات في حكم المستحيل في لبنان، بحيث تشير المعطيات الى ان التحالف المسيحي بين الاقطاب الاربعة ممنوع، اذ كلما بدت في الافق السياسي بوادر حلحلة للاتفاق على مرشح، يقابل على الفور بعمل مضاد لإيقاف أي حل خصوصاً على صعيد الاستحقاق الرئاسي . وبالتالي فإلانتقادات باتت تأتي على ألسنة الصف الثاني التابعة للاحزاب المسيحية، خصوصاً «التيار الوطني الحر والمردة»، اذ كُلف نواب الفريقين بالرد على أي موقف عدائي . بعد مشهد مساء الثلاثاء على أثر زيارة النائب سليمان فرنجية منزل النائب السابق فريد هيكل الخازن ليقول « نعم انا في كسروان المنطقة المسيحية التي يمثلها حليفه السابق ومنافسه الحالي على الرئاسة العماد ميشال عون، بحسب قراءة مصادر مسيحية مواكبة لما يجري اليوم على ساحة التنافس الرئاسي، والتي اعتبرت ايضاً بأن كلامه عن «ان الغالبية المسيحيّة ليست مع عون وجعجع»، غير دقيق على الاطلاق، فيما كان من الاجدى به لو إعترف بشعبيتهما لكان بدوره ربح شعبية كبيرة.

الى ذلك تشير اوساط «التيار الوطني الحر» الى ان كلام فرنجية عن التمثيل المسيحي مرفوض بالمطلق، ليس منّا نحن فقط انما من غالبية المسيحيين المؤيدين لطيّ الصفحة الاليمة بين العونييّن والقواتييّن، وهو اطلق كلاماً رفضه معظم المسيحييّن في كسروان، التي اعطت خمسة نواب للتيار الوطني الحر، فيما حدود سليمان فرنجيه لا تتجاوز بعض مناطق الشمال، لكن ان يقول ايضاً بأنه لولا تبني الرئيس سعد الحريري لترشيحه لما اتفق عون وجعجع، فهذا غير صحيح لان المصالحة بدأت منذ اشهر، وورقة النوايا بُحثت بدروها على نار هادئة حتى وصلنا الى ما نحن فيه اليوم، وهذا ثابت بالأرقام وليس بالكلام، ولا يستطيع أحد التشكيك به.

بدورها لفتت مصادر «القوات اللبنانية» الى وجود إستياء كبير مما قاله فرنجية، بالنسبة الى مصالحة عون وجعجع والاستخفاف بنسبة تمثيلهما المسيحي، ناقلة بأن كلامه أثار إستياء المجتمع المسيحي ، وسألت: «ليقل لنا مَن يمثل اليوم على الساحة المسيحية؟، وهل ما زال يمون على نصف زغرتا المنقسمة بينه وبين آل معوض؟، معتبرة ان حدود فرنجية السياسية معروفة، فيما الاطراف المسيحية الاخرى تمثل اكثرية المسيحييّن.

وأشارت الاوساط المذكورة الى ان التحالف سيستمر بين الرابية ومعراب في المحطات السياسية المقبلة، وخصوصاً النيابية والبلدية كي نبرهن حقيقة ما نقوله.

وفي هذا الاطار يشير سياسي مسيحي عتيق بعيد اليوم عن الحياة السياسية، الى انه مستاء الى حد القرف بحسب تعبيره، من كل ما يجري على الساحة المسيحية، التي باتت منقسمة بين حلفاء الامس الذين تحولوا الى خصوم، مشدداَ على ضرورة ان تكون مصلحة المسيحيين فوق كل اعتبار. وإستبعد كثيراً إنتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب، لان الموقع الاول اصبح مفقوداً بأيدي المسيحيين انفسهم.

ولفت السياسي العتيق الى ان البطريرك بشارة الراعي يقوم بجهود كبيرة لإعادة الدور المسيحي الى سابق عهده، لكن بعض السياسيين المسيحيين لا يشاطرونه الرأي لان اهدافهم الشخصية لا تتلاءم مع جهوده، فهو دقّ ناقوس الخطر طالباً مساعدة الفاتيكان لحل أزمة الاستحقاق الرئاسي، لكن لم يظهر اي شيء جدّي في هذا الاطار، لان الموفدين الذي اتوا من روما، إكتفوا فقط بنقل قلق الكرسي الرسولي من استمرار الفراغ في الموقع المسيحي الأول في لبنان، من دون اي تنفيذ واقعي على الارض، وهذا يعني تفاقم الهواجس المسيحية مما يحصل من تحوّلات في المنطقة ، وعدم وجود جهوزية للتعاطي مع هذه المتغيرات والتطورات المتسارعة، ما يتطلب عملية إنقاذ سريعة، فيما الخلافات السياسية ثقيلة، وقد تُركت للبطريرك الراعي من اجل حلحلتها، فباتت مهمته صعبة للغاية، خصوصاً ان إمكانية تحقيق لمّ الشمل المسيحي في ظل الاستحقاق الرئاسي يبدو من المستحيلات، مبدياً آسفه لان المصالحة المسيحية لم تتحقق كما يجب ، على الرغم من مصالحة عون- جعجع، لانها قوبلت بأزمة على الضّفة المقابلة.