IMLebanon

«الرّئيس القوي» وصفقة القرن  

 

باتت منفّرة إلى أبعد الحدود وصلات «الزّجل» أو»الدّجل» التي تخترع للبنانيّين يومياً «خبريّة» تستخفّ عقولهم وتستهزأ بالحقائق السياسيّة الكبيرة والصغيرة المحليّة والعربيّة والعالميّة، ومن دون أدنى خجل نصطدم يوميّاً بحملات النّفخ والتطبيل والتزمير في نمط سياسيّ مأخوذ من مدرسة «البعث» وكذلك الأنظمة العربيّة وموشّحاتها في كيل المدائح «المنافقة» لحكّامها، لم يسبق أن عاش لبنان هذا النّمط السياسي القائم على «النّفخ» إلى حد الانفجار!!

 

الغريب أنّه وبعد كلّ ما يعيشه لبنان والحال الرديء الذي بلغه اللبنانيّون لا يتردّد جماعة التيّار العوني في إتحاف اللبنانيّين يوميّاً بقدرتهم على التمادي في تأدية فروض التملّق، شيء لا يقبله عقل ولا ذوق سليم وليس فيه احترام حتى لمقام الرئاسة والرئيس، وكلّ هذه ترتدّ سلباً على صورة الرئيس الذي خسر رصيده الشعبي الذي وضع بتصرّفه في بداية عهده، ففرّط به جماعة التيّار الوطني الحرّ من كثرة مبالغاتهم في «مديح الظلّ العالي»!!

 

بالأمس أتحفنا النائب سليم عون بتغريدة عن «الرئيس القوي» فـ»رشقنا» بتغريدة تزيد خسائر رصيد رئيس البلاد إذ تفتّقت «قريحته» عن نظريّة عجيبة تقول: «بعدما شرّبكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب صفقة القرن بالملعقة وكشف كل المستور، هل فهمتم الآن حاجة لبنان إلى الرئيس القوي؟ هل تأكدتم من سبب إستهدافه وإستهداف عهده وإستهدافنا؟ وهل أدركتم صحة خياراته ومواقفه السياسية وأهميتها؟»، لم يكتفِ عون «النائب» بهذا العيار بل رشق اللبنانيّين بدبشة رأى فيها أنّها «حقيقة توقظ الغفيان»!!

 

ونسأل بجديّة شديدة، ما الذي بمقدور «الرئيس القوي» أن يفعل في مواجهة خبريّة «صفقة القرن» أكثر من الاتصال بالرّئيس الفلسطيني محمود عبّاس، وإعلان موقف لبنان الصارم الحريص على حق الفلسطينيين بحلّ عادل لقضيتهم، وحقّهم في دولتهم وعاصمتها القدس، والتشديد على حقّ العودة للفلسطينيين، ورفض التوطين كموقف ثابت نصّ عليه الدّستور اللبناني، فعلى ماذا يربّح النائب عون اللبنانيين «جميلة بالرئيس القوي»، فالمادة (ط) من مقدّمة الدستور تنصّ حرفيّاً على أنّ «أرض لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين· فلكل لبناني الحق في الإقامة على أي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين»، وللمناسبة لبنان كلّه يرفض التوطين ويتمسك بالقرار 194 (حق العودة والتعويض)، اللبنانيّون يتساءلون هل هذه المبالغات هي مداهنة لرئيس البلاد؟ هل هو محتاج إلى سماع هذا النّوع من المبالغات؟ لماذا لم يلفت فريق مستشاري الرئيس انتباه «العونيّون» المبالغون، أنّ ما يقولونه بات يضرّ بمقام الرئيس ولا يخدمه أبداً!

 

ومن المؤسف أن جماعة التيار الوطني الحرّ يتوزّعون مهمّات التملّق و»النّفخ» أيضاً مع رئيس التيار الوطني الحرّ، فعل يعقل الكلام الذي غرّدته نائبة جبران باسيل في رئاسة التيار مي خريش «ستفتقد القمة العربية لبسالتك في الدفاع عن فلسطين… هل سنجد من بين العرب من سيتجرأ على قول الحقيقة ومواجهة صفقة القرن»!! «ولووووو»!! ما هذا الكلام الرديء النوعيّة الذي يزيد علاقات لبنان تعقيداً مع الدول العربيّة؟؟ عن أي بسالة تتحدث خريش وأيّ جرأة، لولا الحياء لقلنا إنها كانت ستندب وتنحب مغرّدة «من لفلسطين من بعدك يا جبران»!!

 

لم يعد لبنان يحتمل هذا «الدّوز» من المبالغات والمداهنات، من فضلكم ارحمونا من هذا «النّفاق» اليومي، ويا ليتكم تهتمون قليلاً بالدّرك الأسفل من الانهيار الذي تغمضون عنه أعينكم لتقنعوا أنفسكم بأنّه لن يقع لأنّكم تتلون علينا ليل نهار مزمور «الرئيس القوي» و»صهره القوي»، «عن جدّ بيكفّي»!!