IMLebanon

عونيون: الوقت لمصلحة فريقنا… والعلاقة مع “حزب الله” في أحسن أحوالها!

 

لا إشارات في الأفق تشي بأنّ ولادة الحكومة قريبة. ليس بسبب الخلافات التي تعوق خروجها من عنق الزجاجة والتي تحول دون التقاء الشركاء- الخصوم عند خطّ مشترك، لا بل لاختلاف أجندات القوى السياسية وحساباتها المرتبطة بما يحصل خلف الحدود.

 

في الخارج، انقلبت المشهدية من اشتباكات دولية واقليمية إلى مساحات التقاء بين المتصارعين الدوليين، بشكل يمهّد لتفاهمات لم تعد بعيدة كثيراً. ويفترض أن يكون لبنان جزءاً من خريطة التسويات المنتظرة. معادلة باتت واضحة ومرتقبة، لكن سرعة الانهيار على المسرح اللبناني تجعل من الصعب لا بل من المستحيل عليه البقاء على رصيف الانتظار لأنّ التداعيات والنتائج ستكون كارثية ووخيمة جداً… وها هو وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر يعلن عن قرب رفع الدعم عن البنزين، ليكون أول انتحاري يخوض “معمودية نار” رفع الدعم!

 

وبسبب انسداد الأفق الحكومي، لا يبدو أنّ المحاولات التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري بتشجيع من “حزب الله” قد تلاقي آذاناً صاغية، ولو أنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري يعوّل على هذا الحراك ويربط ورقة اعتذاره بمصير مبادرة بري، فيتركها في جيبه إلى حين يرفع رئيس المجلس يديه استسلاماً، فينتقل رئيس “تيار المستقبل” إلى صفوف المعارضة ايذاناً بانطلاق حملته الانتخابية… ولهذا فإنّ السجال الذي شهده خطّ بعبدا – عين التنية، وهو الأعنف في تاريخ العلاقة الملتبسة أصلاً، يثبت بما لا يقبل الشكّ بأنّ مسعى الرئيس بري دونه عراقيل كثيرة قد تجعل من امكانية ولادة الحكومة في وقت قريب، صعبة جداً. فيما الانفجار الكبير بات على الأبواب منذراً باشتعال الحرائق الاجتماعية والاقتصادية.

 

وفق بعض العونيين، فإنّ رياح التغيير التي هبّت على المنطقة لن تستثني لبنان، الذي تنتظره مرحلة من التفاهمات والاستقرار السياسي ربطاً بالمناخ السائد اقليمياً والمرشّح إلى التطور على نحو ايجابي. “ما يعني أنّ الوقت سيكون لمصلحة فريقنا”، كما يقول عونيون، “على عكس الخصوم الذين يخشون مما ستحمله الأيام المقبلة لأنهم قد لا يكونون جزءاً من طاولة التسويات حين ستحصل، ولهذا يستعجلون تأليف حكومة يكون لهم فيها الغلبة، لتولد اليوم قبل الغد، ولو على حساب المسيحيين، لاقتناعهم بأنّ انتظار تطورات المنطقة لن يكون متطابقاً مع بيدر حساباتهم”.

 

يضيف هؤلاء إنّ “هذه القراءة هي تقاطع بين نظرة التيار الوطني الحر وحزب الله للأمور والأحداث، ما يثبت بأنّ تفاهم مار مخايل لم يختلّ في جوهره، على عكس ما يتمّ الترويج له”. لا بل يؤكد عونيون إنّ العلاقة شهدت في الفترة الاخيرة تطوراً نوعياً لا سيما في ما يخصّ التطورات الداخلية التي كانت موضع ملاحظات وتباينات، وقد خضعت لتوضيحات وتنقيحات كثيرة ساهمت في تحسين العلاقة وتطويرها… ولا ينكر هؤلاء بأنّ “نبرة التحدي والانتقاد التي يستخدمها بعض العونيين ترتبط بحسابات هؤلاء الانتخابية، من باب شدّ العصب لا أكثر. أما في العمق، فإنّ العلاقة مع “حزب الله” في أحسن أحوالها، والكلام عن تدهور العلاقة هو من نسج خيال الخصوم لا أكثر”.

 

وبالانتظار، يشير هؤلاء إلى أنّ رئيس الجمهورية لن يقف مكتوف الأيدي، وسيقود مبادرة جديدة، بعدما كان الاتجاه هو لتوجيه كلمة إلى اللبنانيين تضع الاصبع على الجرح، ومن شأنها أن تبرز الكثير من الحقائق والوقائع، لكنّ تم العدول عن هذه الفكرة خصوصاً بعد السجال المتوتر مع رئاسة المجلس فيما رئاسة الجمهورية تحرص على عدم توسيع بيكار الشرخ الحاصل في البلد، ولهذا جرى إسقاط هذا الاحتمال، مؤكدين أنّ رئيس الجمهورية سيسعى بدوره إلى القيام بخطوة جديدة في القريب المنتظر.