تحضيراً ليوم الجمعة، نشطت ماكينة عونية «استثنائية»:
اتصل كل نائب عونيّ بالمجالس البلدية في قضائه لحثها على القيام بخطوات قانونية لتأمين حصولها على مستحقاتها المالية لتوفّر بنفسها معامل فرز للنفايات.
اتصل النواب أنفسهم بهؤلاء أكثر من مرة لتأكيد مشاركتهم في التظاهرة.
نشط المكتب الإعلامي للتيار، المتوقف عن العمل منذ خمس سنوات، في الاتصال بالصحافيين، خصوصاً المقربين من التيار والعاملين في وسائل إعلامية صديقة، لشرح وجهة نظر التيار وأهداف التظاهرة.
فعّلت اللجان الطلابية عملها وكثّفت الاجتماعات اليومية لاستقطاب أكثر من تسع أو عشر طلاب من كل جامعة كما يحصل أخيراً.
تفرّغ منسقو التيار في مختلف القرى لتجهيز لوائح مزودة بعناوين كل الملتزمين في التيار والمؤيدين وأرقام هواتفهم، والتأكيد على حضورهم جميعاً قبل تقسيمهم إلى مجموعات في كل بلدة، لكل مجموعة ناشط مسؤول عنها.
تم التواصل مع بضعة ممولين لضمان تبرعهم ببدل المواصلات التي تمثل العبء الرئيسي في كل تظاهرة.
اقتنع المنسقون بأهمية الاتصال بغير العونيين أيضاً، وخصوصاً المستقلين، لشرح وجهة نظر التيار بشكل تفصيلي وحثهم على المشاركة أيضاً.
استحدثت لجنة خاصة بالجمعيات لوصل ما انقطع بين التيار والناشطين في المجتمع المدني، والتركيز مجدداً على القواسم المشتركة ووضع خطة عمل مشتركة يكون «الجمعة» إحدى محطاتها.
جالت لجنة العلاقات العامة على جميع الفعاليات الصديقة للتيار، السياسية والحزبية والدينية وغيرها، لشرح وجهة نظر التيار وسبب نزوله إلى الشارع، طالباً منهم جميعاً مشاركته التحرك. وقد خصّ العونيون سياسيين مثل النواب السابقين أسامة سعد ونجاح واكيم ووجيه البعريني والوزير السابق فيصل كرامي والحزب الشيوعي والحزب القومي باجتماعات عمل لإيجاد مطالب مشتركة وتوحيد الجهود.
اتصلت لجنة النقابات في التيار (لا أحد يعلم إن كانت موجودة أساساً أو استحدثت أيضاً) بكل النقابيين والهيئات النقابية المستقلة والتجمعات العمالية الكبيرة سواء في مصرف لبنان أو المستشفيات والمدارس والجامعات أو كازينو لبنان أو شركة طيران الشرق الأوسط أو المصارف أو سائقي الأجرة وغيرهم لشرح أهداف التحرك وتنظيم الوسائل الأنسب لاستقطابهم.
أنهيت الترتيبات لخروج النقابيين العونيين من نقابات المهندسين والأطباء والمحامين بتجمعات كبيرة نحو مكان التظاهرة.
كثفت لجنة المهجرين في التيار (التي توقفت عن الاجتماع منذ خمس سنوات بحكم حل أزمة المهجرين وعودتهم إلى منازلهم ومحاسبة الفاسدين) اتصالاتها بكل المهجرين لحثهم على المشاركة في تحرك التيار رداً لجميله وسعياً منهم لحل مشاكل البلد الأخرى.
استحدثت لجنة الفنانين والممثلين للاتصال بأكبر عدد من الفنانين بعدما اتضح تأثير هؤلاء في الرأي العام لحثهم على المشاركة الكثيفة في التحرك.
اتصل رئيس لجنة الشباب والرياضة في المجلس النيابي سيمون أبي رميا بجميع النوادي الرياضية التي زارها في الأعوام الخمسة الماضية وحرص على تنميتها، لحث لجانها وجمهورها على المشاركة الحاشدة. وبدوره تكفل رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان بالاتصال بجميع المصارف والهيئات المالية التي قصدته آلاف المرات في الأعوام الخمسة الماضية لطلب خدمات فورية ليطلب معاملة التيار بالمثل.
قررت لجنة المال في التيار وضع كل مقدراتها في تصرف إنجاح التحرك لأن البشر أهم من حجر المقر الذي تنوي تشييده.
جهزت وسائل إعلام التيار قائمة بمجموعة ضيوف يجذبون الرأي العام وينجحون بمخاطبتهم ليملأوا هواء الأيام القليلة المقبلة بمقابلات مميزة بدل الوقوع كالعادة في فخ الضيوف المملين.
وأخيراً أخذت قيادة التيار في الاعتبار شكوى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وآخرين في الفريق السياسي نفسه من عدم تنسيق العونيين معهم، فتم إيفاد وفد رسمي لوضع الحلفاء بصورة التحرك وإقناعهم بأهمية انضمامهم.
ملاحظة: لم يحصل شيء من هذا كله، يكتفي العونيون حتى إشعار آخر بالدعوة العامة، محملين من لا يهرع خلف التظاهرة العونية مسؤولية تقصيره وطنياً!