Site icon IMLebanon

العونيون يمهّدون طريق بعبدا لـ«سيد القصر»

يمثل تشرين الأول، بالنسبة الى مناصري «التيار الوطني الحر» ومحازبيه، شهر «الانبعاث» بامتياز. فبين الأمس واليوم يقف الحزب البرتقالي أمام انطلاقة جديدة.

في 13 تشرين الأول 1990 أجهز الخصوم على «الجنرال المتمرّد» في قصر بعبدا بقبضة من إلغاء مزدوج: إلغاء للجسد عقب محاولة اغتياله على يد فرانسوا حلال، وإلغاء سياسي بالنفي. تصفية سياسية بكل ما للكلمة من معنى. على الأقل هذا ما راهن عليه خصومه. في تلك اللحظات المطبوعة حرفياً في أذهان الكثير من اللبنانيين، رد رئيس الحكومة العسكرية المطوّق بعبارة تحولت آية مقدسة في الكتاب البرتقالي: «تستطيعون أن تسحقوني.. ولكن لن تأخذوا توقيعي». وفي ما بعد، ومن قلب باريس، ردّ السياسي المنفي في إحدى رسائله: «إنها البداية». اليوم، بعد مرور 25 سنة، يُعيد عون العبارتين نفسهما وإن اختلف التوقيت وتغيّرت اللحظة السياسية.

فمنذ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة العام 2005 لطالما كرر العماد عون لخصومه: «لا تستعملوا معنا ذهنية 13 تشرين». يعني الرجل بذلك كل أساليب التهميش والإقصاء والعزل.

يرى الفريق العوني أن هذه الذهنية متواصلة ضد زعيمهم، وإن اختلفت الأدوات. فصولها الأخيرة تبدّت في قضية الترقيات العسكرية. فمنذ البداية، حدّد عون مبدأه بأنه يرفض التمديد لقائد الجيش من دون أن يطرح اسم أحد كخليفة. مَن طرح عليه هو الرئيس سعد الحريري، وفق تأكيد عون. الجميع علم حينها ان الهدية التي قدمها الحريري لعون في عيد ميلاده في 18 شباط الماضي، كانت المقايضة بين عماد عثمان كمدير عام قوى الأمن الداخلي وشامل روكز كقائد للجيش. لكن علبة الهدية كانت فارغة. ولاحقاً قال عون للحريري علناً من الرابية: «لقد نكثت بوعدك».

في الانقسام السياسي العمودي للمنطقة، يقرأ مراقبون أن الفريق المحسوب على المحور السعودي قرّر ألا يعطي أي مكسب لعون. لكن هذا الرهان، برأيهم، «آيل للسقوط انطلاقاً مما يتغير في المنطقة. ولنراقب جيداً زيارة نائب ولي العهد السعودي في لقائه المرتقب في سوتشي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

يعضّ العونيون على جرحهم في كل ما أصاب زعيمهم من «صفعات» في السياسة. فهو يمثل، بالنسبة اليهم، مشروع الوطن الذي يحلمون به وهم لن يسكتوا على «عزل الوطن». غداً الأحد ينزل البرتقاليون بشيبهم وشبابهم الى الأرض. بوصلتهم واضحة: القصر الجمهوري في بعبدا. «جيل عون» ممن تعمّد بالنضال البرتقالي السلمي والسري وتذوّق في ما بعد ثمار السلطة في النيابة أو الوزارة، يعبدّون بأجسادهم طريق القصر لمن يؤمنون أنه يستحق وحده أن يكون «سيد القصر». في قاموسهم، إنه «بيت الشعب». ففي البيت دفء وطني أكبر. يواصلون حملة واضحة من «وحدا الانتخابات بتنضّف» الى «صوتك بحرّر بيتك».

في التنظيم، حرص «التيار» على أن يكون الاحتفال بذكرى 13 تشرين التفاتة تكريمة للشهداء الذي سقطوا في تلك الحقبة الأليمة. لن يكون هنا توزيع بروتوكولي للمقاعد. فالصفوف الأمامية سيشغلها أهالي الشهداء والضباط المتقاعدون في السلك العسكري، على أن يجلس خلفهم وزراء «التيار» ونوابه وقياديون والمناصرون.

في البرنامج، يقول المسؤول في «التيار» مارك ساسين إنه يتضمّن شهادات حياة لكل من عايشوا تلك الحقبة من الناحية الإنسانية، من ضباط كانوا على الجبهة أو في وزارة الدفاع وعقيلات الشهداء. الموسيقى حاضرة. لتكون الكلمة السياسية الوحيدة للجنرال. فاسمه يختصر هذه الذكرى. واللافت أن رئيس التيار جبران باسيل هو من عداد المنظمين ونائبه نقولا الصحناوي كذلك، حيث دعا الى نصب الخيم اعتباراً من مساء السبت على طريق بعبدا في استعادة حرفية لمشهد 13 تشرين الأصلي. كل عوني قرر أن يعيد لعب دوره الأساس قبل 25 سنة. عيونهم تشع شاخصة نحو القائد يقول: «نحن في الخيار الرابح»