IMLebanon

عون: إنذار أخير.. وكل الاحتمالات مفتوحة

السنيورة يتمسّك بـ«النصف + واحد»: بات مبرِّراً

عون: إنذار أخير.. وكل الاحتمالات مفتوحة

إذا كان قرار الرئيس فلاديمير بوتين بالانسحاب من سوريا قد تصدّر لائحة الاهتمامات والمتابعات المحلية خلال الأيام الماضية، باعتبار أن لبنان الفاقد للمناعة مرشح للتأثر بسحب القوات الروسية، كما تأثر بدخولها.. إلا أن هذا التطوّر الاستراتيجي على مستوى لعبة الأمم، لم يكن كافياً حتى الآن لتلمّس أي اتجاه لدى القوى الداخلية نحو تعديل إيجابي في طريقة مقاربتها للملفات الخلافية.

ولا يلوح في الأفق أي مؤشر إلى إمكانية «استنساخ» تجربة بوتين لبنانياً، كأن يقرر أحد المرشحين الاثنين الاساسيين الى رئاسة الجمهورية خلط الأوراق و «الانسحاب» من ميدان المعركة الرئاسية، أو أن يقرر الـ «سبونسر» المحلي (المستقبل والقوات) لكل منهما «سحب» تأييده لمرشحه المعلن.

وأغلب الظن، أن الأطراف الداخلية المحورية ستحاول استثمار الانعطافة الروسية في الاتجاه الذي يخدم مصالحها ويعزز مواقعها ورهاناتها، على جري عادتها في «التعليق» على خطوط الكهرباء الإقليمية والدولية.

وبهذا المعنى، هناك مَن يتوقع أن يصبح الرئيس سعد الحريري على سبيل المثال أكثر تشدداً وتصلباً في رفض انتخاب العماد ميشال عون، مفترضاً أن قرار بوتين سيساهم في إضعاف المحور الإقليمي الذي يراهن عليه الجنرال و «يستقوي» به، وبالتالي سيجعل المسافة بين الرابية وبعبدا أطول من أي وقت مضى.

في المقابل، لا يبدو عون بوارد التفكير ولو للحظة بخيار الانكفاء، أياً تكن طبيعة التحولات التي تحصل خلف الحدود، بل إن المقربين منه يؤكدون أنه ماضٍ في ترشيحه بثبات على قاعدة «بعبدا حتماً».

وقد أتى الخطاب الأخير لـ «الجنرال» في ذكرى «14 آذار» ليعكس هذا التصميم لديه على الاستمرار في معركته حتى النهاية، ولو تطلّب الأمر استخدام «السواعد» التي دعا أنصاره الى تجهيزها تحسباً لكل الاحتمالات.

وينقل زوار عون عنه تأكيده أن خطابه ليس سوى «مقبّلات» قياساً الى الخيارات التي قد يتم اللجوء اليها إذا لم تصل الرسالة، معتبراً ان اصرار الآخرين على اقفال باب التوافق الميثاقي المستند الى الشراكة الوطنية الحقيقية سيجعل كل الاحتمالات مفتوحة. ويضيف: كلمتي في «14 آذار» كانت بمثابة الإنذار الأخير.

أما الرئيس نبيه بري فلا يُخفي أمام زواره عدم ارتياحه الى عبارة «جهّزوا سواعدكم» التي ختم بها الجنرال كلامه، طارحاً علامات استفهام حول كيفية ترجمتها وعما إذا كان الوضع الداخلي لا يزال يحتمل خيارات من هذا النوع. كما يستغرب بري استمرار عون في اعتبار المجلس النيابي الحالي غير شرعي، متسائلاً: لو ارتأى هذا المجلس تحديداً أن ينتخب عون رئيساً للجمهورية، هل يبقى غير شرعي ام يصبح أفضل من البرلمانات الأوروبية؟

لكن بري يؤكد في المقابل أنه يلتقي مع عون على ضرورة اعتماد النسبية في الانتخابات النيابية، لافتاً الانتباه الى ان حركة «أمل» تنادي بالنسبية الشاملة، على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، إلا ان ضرورات التفتيش عن تسوية تلاقي الآخرين في منتصف الطريق هي التي دفعتني الى اقتراح مشروع يعتمد على توزيع المقاعد النيابية مناصفة بين النظامين الأكثري والنسبي.

وإزاء الاستعصاء السياسي الذي لا يزال يمنع إنجاز الاستحقاق الرئاسي منذ قرابة عامين، يؤكد الرئيس فؤاد السنيورة لـ «السفير» أن اعتماد النصف + واحد كنصاب للحضور النيابي في جلسة الانتخاب بات مبرراً، لأنه لم تعد جائزةً مواصلة التمديد للشغور الرئاسي وما يرافقه من تحلل في جسم الدولة.

ويعتبر السنيورة أن الوطن أصبح مخطوفاً من معادلة نصاب الثلثين، مشدداً على أنه طرح خلال جلسة الحوار السابقة اعتماد النصف + واحد، ليس انطلاقاً من هوى شخصي أو مزاج فردي، وإنما استناداً الى تفسير دستوري دقيق والى فتوى العديد من فقهاء الدستور، «وأنا باقٍ على رأيي..».

وعندما يُقال له إن رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري يعارض هذا الطرح ويؤيّد بري في تمسكه بسقف الثلثين، يردّ السنيورة متسائلاً: إذا استطاع أن يؤمّن حضور الثلثين، فنحن معه، إلا أن هذا العدد لم يتأمّن بعد كل الجلسات التي عُقدت حتى الآن، فماذا نفعل وإلى متى ننتظر؟