غداً هو اليوم التاسع والأربعون من السنة وفقاً للتقويم الغريغوري. غداً هو عيد الأب بالتقويم العوني. إحفظوا التاريخ جيداً. شاءت دول الإحتفال بهذا العيد في ذكرى يوسف النجار، أي في 19 آذار، وبعض الدول اعتمدت 19 حزيران، مثل الإمارات العربية المتحدة، ومنها كرست 20 حزيران أو 21 منه أو في الأحد الثالث من يونيو للأب الطيب المحبّ… نحن العونيين نصرّ على 18 شباط ومن ليس معنا هو ضدنا ونقطة على السطر. ولا أستبعد، أن يتقدم أعضاء في كتلة لبنان القوي، في جلسة تشريع الضرورة، بمشروع قرار معجّل مكرر يقضي بدمج عيد مار مخايل وعيد الحب وعيد الشجرة وعيد الغدير وعيد شم النسيم وعيد شم الحبق وعيد المعلّم وعيد الحب في 18 شباط وتكريسه عطلة عامة أسوة بأعظم أعياد كوريا الشمالية، يوم الشمس المكرّس للإحتفال بعيد الأب المؤسس كيم إيل سونغ، ولا أب سواه.
غداً يكمل الجنرال عون الثامنة والثمانين من سنيه المثمرة نضالاً وخيراً وبركة، ويدخل في التاسعة والثمانين بكامل صحته وعافيته وتوهّجه الفكري وتألقه السياسي.”معه مكملين” لما بعد المائة لاستكمال الربع الأخير من معركة الإصلاح والتغيير. في عقده التاسع وصل الجنرال إلى القمة، ولا نريد أن نحمّله مسؤولية وصولنا إلى القعر. فالرجل فعل المستحيل لضرب المنظومة الحاكمة التي عاثت في البلاد نهباً وفساداً منذ ثلاثين عاماً. وعد الجنرال أن يسلّم البلد أفضل مما استلمه. وعد أن ينتقل بشعبه العظيم إلى شاطئ الأمان وراحة البال والإزدهار. كانت وعوده أزهى من وعود المصارف. والنتيجة ماذا؟ حمّلوه مسؤولية التدهور المريع وهو منها براء وهذا ما يؤكده أحد مرشّحيه الراسبين بتفوّق في الإنتخابات الأخيرة. غرّد سعادته بالآتي: “وقت كان يرتفع سعر الدولار 500 ليرة كانت تنهال الدعوات لتسكير قصر بعبدا، وتحميل الرئيس عون المسؤولية، فلّ الرئيس عون بـ 31 تشرين الأول 2022 كان الدولار 36000 ليرة، بعد 3 اشهر ونصف دوبل سعر الدولار وتخطى الـ 73000 ليرة” وقد “يتربل”، خاتماً تغريدته بهاشتاغ # للتذكير فقط. تذكر سعادته سعر صرف الدولار يوم غادر “بي الكل” بعبدا ولم يتذكر السعر يوم وصوله! الذاكرة تخون.
مثل الفتى العوني الأغرّ، فتيان يصرفون الكثير من الجهد الذهني لتصديق كذبة بطل لا يخسر، وقائد لا يشيخ، وفرس لا يكبو وأب صالح ومصلح ما تمكّن يوماً من إصلاح مسكة باب مخلّع. المهم، اللهمّ أدِم لنا نعمة الإحتفال بأعيادنا الحلوة مهما ارتفع سعر البصل. تذكير أخير: غداً عيد الأب وفي 26 أكتوبر عيد مار متر.