Site icon IMLebanon

قرار عون مدعوماً من حزب الله جدّي في نسف طاولة الحوار

بعدما تراجعت حظوظ التسوية بشأن ترقية الضباط العمداء

قرار عون مدعوماً من حزب الله جدّي في نسف طاولة الحوار

«السؤال: هل لتصعيد عون علاقة بالتدخّل العسكري الروسي في سوريا لتعديل موازين القوى لمصلحة الأسد؟»

تُجمع المصادر السياسية والنيابية على أن ما جرى في مجلس النواب، أمس، من نقاشات وتبادل اتهامات بين الوزير علي حسن خليل ونواب تكتل التغيير والإصلاح على خلفية تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي وما تخفيه من هدر تجاوز مئات آلاف الدولارات، ومسار مشاريع وزارة الطاقة والمسؤولية في تأخير تنفيذ معمل دير عمار وتركيب المولّدات الحرارية في معملي الذوق والجية من جهة، وبين نواب التكتل وعضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت على خلفية المواقف التي أطلقها مؤخراً رئيس التكتل النائب ميشال عون وبينها تهديده بمقاطعة طاولة الحوار ما لم تستجب الحكومة لمطلب ترقية عدد من الضباط وبينهم صهره العميد شامل روكز إلى رتبة لواء من جهة أخرى، من شأنه أن ينسف طاولة الحوار التي تستأنف اجتماعاتها اعتباراً من السادس من الشهر الجاري في حال لم يتراجع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» عن تهديداته ويمتثل للاتصالات الجارية من أجل الوصول إلى تسوية مقبولة من كل الأطراف لمشروع ترقية الضباط من ضمن سلّة متكاملة تشمل آلية عمل مجلس الوزراء، وذلك على أساس أن تطبّق القاعدة التي يقترحها عون بالنسبة إلى الترقية على كل القرارات التي تتخذ في مجلس الوزراء.

غير أن الأجواء المتوترة التي شهدتها ساحة النجمة، أمس، والمواقف المعترضة على التسوية المقترحة بالنسبة إلى ترقية الضباط من فريق وازن داخل قوى الرابع عشر من آذار، عزّز القناعة عند هذه المصادر السياسية بأن هذه التسوية استبعدت في المستقبل المنظور على أقل تقدير، وعاد التصعيد بين عون ومعه حزب الله يسيطر من جديد على المشهد السياسي، وارتفع معه منسوب الحديث عن نسف طاولة الحوار، وذلك بالرغم من حرص الرئيس نبيه برّي على ضرورة مواصلة الحوار بين الفرقاء وفق ما نقل عنه نواب لقاء الأربعاء، لاعتقاده بأن ما يجري من حراك وتطورات متسارعة في المنطقة، لا سيما في شأن الأزمة السورية، يفرض علينا، كما نُقل عنه، مواكبتها من خلال الانصراف الجدّي لمعالجة الأزمات والاستحقاقات على المستوى اللبناني وتعزيز آفاق سلوك المعالجات والحلول، مجدداً التأكيد على الاستمرار في الحوار، ومشيراً إلى أن لا بديل عن هذا المسار الذي يمكن أن يؤمّن المخارج المناسبة لكل ما تعاني منه البلاد.

لكن المصادر نفسها تستبعد أن يلقى كلام الرئيس برّي تجاوباً عند النائب عون وحليفه حزب الله، الذي كشف عبر حديث أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله لتلفزيون «المنار» قبل بضعة أيام، أنه في مضمونه لا يختلف بشيء عن موقف حليفه عون من الحوار، ولا سيما رهانه على حصول تطورات في سوريا تصبّ في خدمة بشار الأسد ونظامه، وذلك على خلفية التدخل العسكري الروسي عسكرياً إلى جانبه، مما يؤدي، في نظر الحليفين، إلى حدوث تغيير جوهري في موازين القوى العسكرية لمصلحة إعادة تثبيت النظام القائم على حساب المعارضة السورية على اختلافها، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس على لبنان، ويزيد من حظوظ عون في الوصول إلى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية. واللافت في هذا المجال، وفقاً لهذه المصادر نفسها، حرص السيّد نصرالله على إعادة التأكيد على تمسّكه بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح للرئاسة الأولى، واضعاً بذلك طاولة الحوار على طريق الإفلاس، وبالأصح ناسفاً هذه الطاولة بمن فيها وجدول أعمالها من بنود، وأولها بند انتخاب رئيس جمهورية بمثابة نقطة ارتكاز كبرى لهذه الطاولة، وتعتبر المصادر استناداً إلى ذلك أن تهديد عون بنسف الطاولة جدّي وليس مناورة من أجل الحصول، في مقابل الرجوع عن هذا التهديد، على مكافأة ترفيع العميد روكز إلى رتبة لواء.

إلى ذلك، تخشى المصادر السياسية من أن تحصل تطورات غير محسوبة في الأسابيع القليلة المقبلة مع مزيد من التصعيد السياسي العوني، لا يقتصر فقط على نسف طاولة الحوار، بل يتعداه إلى أمور أخرى سبق وهدّد باللجوء إليها من دون أن يفصح عن ماهيتها ولا عن أبعادها أو ارتداداتها، ما عدا إعلان رئيس التيار البرتقالي الوزير جبران باسيل عن خطة التيار لاحتلال قصر بعبدا.