ترك انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية، بعد تعطيل الانتخابات الرئاسية لأكثر من عامين عمداً بقوة سلاح حزب لله تحت عناوين ، إجراء حوار مسبق بين الاطراف السياسيين تارة، او بانتظار انهاء حرب غزّة تارة اخرى ، او فرض مرشح للرئاسة فرضا طورا ، وبعد حرب إسرائيلية واسعة النطاق ومدمرة على لبنان، تسبب بها الحزب باشعالها على طول الحدوداللبنانية الجنوبية ضد إسرائيل، بحجة مشاغلة قوات الاحتلال الإسرائيلي عن حربها العدوانية على قطاع غزة، باحياء آمال اللبنانيين، بوقف مسار انهيار المؤسسات وتحلل مؤسسات الدولة، واعادة النهوض بها من جديد، بالرغم من كل الازمات والمشاكل التي تعصف بلبنان حاليا.
يتسلم العماد عون الرئاسة الاولى في هذه الظروف الصعبة، ولبنان منشغل بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لقسم من اراضيه جنوبا والتحضير لاعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية العدوانية ضده ، وغارق في سلسلة ازمات وتحديات، لخص معظمها في خطاب القسم، ومحملاً العهد برئاسته، جبلاً من الوعود التي تهم وتضغط على المواطنين في حياتهم اليومية، وتقلق تطلعاتهم إلى ديمومة الوطن ومستقبله ووحدته وامنه واستقراره، واعادة العافية إلى اقتصاده.
بالطبع لن تكون مهمة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في مهمة انقاذ لبنان من ازماته سهلة، وطريقه ليست خالية من مطبات وتراكمات الطبقة السياسية الفاسدة الموروثة على كل المستويات، ولكنها ليست مستحيلة، وقد خبرها منذ توليه قيادة الجيش، وتصدى لبعض ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية، ونجح في مواجهتها.
مبعث آمال اللبنانيين هذه المرة، يستند إلى الأداء الوطني السليم والناجح للعماد جوزيف عون في قيادة الجيش، منذ توليه المسؤولية قبل عدة سنوات ،ونجاحه في الحفاظ على الأمن الداخلي والاستقرار، بالرغم من حدة الانقسام السياسي، وتداعيات الاحداث الامنية المثيرة للفتن في أكثر من منطقة، وحرصه على تجنب استعمال الجيش لغايات ومصالح سياسية، او الزج به في الصراعات الحزبية والطائفية، لاي جهة كانت.
يتسلح رئيس الجمهورية بمهمته الصعبة لإنقاذ لبنان من ازماته،بتوافق معظم الاطراف السياسيين على انتخابه، وبالالتفاف الشعبي الجامع من حوله ، وبالثقة التي راكمها بقيادة الجيش، والدعم العربي والدولي الاستثنائي، لتسهيل توليه المسؤولية، وكلها عوامل مؤاتية ومشجعة للانطلاق قدما الى الامام، لإخراج لبنان من كارثة الانهيار التي تهدد وجوده وكيانيته.