Site icon IMLebanon

رسالة عون «كسرت الجرة» نهائياً مع بيت الوسط…

 

 

هل اصبح التكليف في خطر؟

 

اكتمل المشهد المأزوم بين بيت الوسط وبعبدا بالرسالة «الملغومة» التي استفزت فريق المستقبل وحلفاءه و»نادي رؤساء الحكومة»، لتنطلق موجة جدية من التصعيد السياسي بينهما، عنوانها «من يكسب أخيرا» معركة الحكومة، في ظل تأكيدات «المستقبل» وحلفائه ان الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون تشبه «مضبطة اتهام» بحق الرئيس المكلف لنزع التكليف عن سعد الحريري والغائه سياسيا ودفعه الى الاعتذار، كما يقول المقربون من «التيار الأزرق».

 

صحيح ان بيت الوسط وبعبدا لم تستقم الأمور بينهما منذ ما قبل تكليف الحريري، وقد وصلت الأمور الى حد الكباش اللفظي والتجاذبات على مواقع التواصل وفي الشارع السياسي وحصلت مواجهات سياسية وتسريب «فيديوهات» واتهام الرئيس المكلف بالكذب السياسي في حضور الرئيس المستقيل حسان دياب، الا ان الأمور دخلت بعد «الرسالة» منحى غير مسبوق بينهما، اذ تعتبر مصادر «المستقبل» ان الرئيس وفريقه السياسي يسعون الى حكومة «مطواعة» حتى توقيت الانتخابات النيابية، ويحاولون فرض أعراف في التأليف وممارسة دور الوصي الدستوري على الحريري، في حين وضع بيان رؤساء الحكومة السابقين « الرسالة في سياق تحوير الحقائق والاطاحة بأحكام الدستور».

 

وإذا كان مسار الجلسة يتأرجح بين مسألتين، فاما يفتح رئيس المجلس نبيه بري المجال للنقاش او ترفع الجلسة الى موعد جديد، فان المؤكد كما تقول مصادر نيابية، ان الأمور بين بعبدا وبيت الوسط ذاهبة الى تصعيد جديد، والرسالة مقدّمة لجولة أخرى عنيفة من الجولات بين الطرفين.

 

فالرسالة ساهمت على حد المصادر، في توتير الأجواء أكثر، على الرغم من انها تشكل امتدادا للصراع بين الطرفين، ويصرّ «المستقبليون» ان بعبدا تسعى لفرض أعراف تتعارض مع النظام البرلماني والدستور، وعلى استمرارية وضع العراقيل والتنمّر على خطوات الرئيس المكلف وجولاته الخارجية، وتحوير المسارات، فيما يعتبر العونيون ان هناك محاولات تضييق يمارسها الحريري لإحراج رئيس الجمهورية وتحميله مسؤولية الانهيار مع تأكيدهم ان بعبدا لن تتخلى عن الثوابت المتعلقة بتسمية الوزراء المسيحيين ووحدة المعايير.

 

وفق مصادر سياسية، فان الجرة كُسرت بشكل نهائي بين بعبدا وبيت الوسط، ولم تعد قابلة للترميم، وليس سرا ان الفريق الرئاسي يتطلع الى بقاء حكومة تصريف الأعمال الحالية نتيجة تعنت الحريري وتمسكه بمطالبه على قاعدة «انا وحدي من يشكل الحكومة».

 

مؤشرات كثيرة تدل على جولة جديدة من الكباش السياسي تؤكد انهيار العلاقة نهائيا بين الرئاستين، بدءا بالأفق المسدود أمام التأليف وحركة الديبلوماسيين والمبادرات التي لم تحرز اي تقدم ، اضافة الى الانحدار في مستوى التخاطب السياسي بين الطرفين على طريقة نشر كل فريق تكاذب الفريق الآخر، مما يعمق الأزمة ويضيع التشكيل.

 

يلاحظ ايضا اختفاء كل أثر ايجابي سابق في العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة، حيث كانتا تحافظان على مستوى مقبول ومختلف عن العلاقة التي كانت قائمة بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي، فاللقاءات الفاترة بينهما تشكل امتدادا لتراكمات سياسية قديمة، إذ يضع المقربون من بعبدا ما يحصل في خانة رفض بيت الوسط الشركة في الحكومة والتفرد بالقرار من دون المرور برأي بعبدا.

 

ويصر المقربون من بعبدا على استمرارها «الممر الإجباري للتأليف»، لان رئيس الجمهورية ليس «باش كاتب « عند أحد، ومن حقه ان يكون له قرار داخل الحكومة مع احترام عدالة المعايير وتوزيع الحقائب، ويصر العونيون على سعي «المستقبل» لرمي التعطيل في اتجاه الفريق الرئاسي ورئيس التيار الوطني الحر بالقول انهما يسعيان وراء الثلث المعطل وتفشيل الرئيس المكلف لدفعه الى الاعتذار، فيما رئيس الجمهورية أعطى كل الفرص للتشكيل.

 

يعتبر سياسيون من فريق 8 آذار ان المواجهة استقرت في نقطة اللاعودة، وستنتهي على «قاعدة يا قاتل او مقتول» حكوميا، بعد ان تحولت من تشكيل الحكومة الى معركة «شخصية»، فالحريري، كما يردد الفريق المقرب من بعبدا، يريد تطويع رئاسة الجمهورية وفريق 8 آذار بالمطالب، واضعا هدفا محددا لشد العصب السني حوله رافعا شعار استعادة كرامة رئاسة الحكومة وصلاحياتها في محاولة مكشوفة لاستقطاب الشارع السني بعد فقدان الثقة بينه وبين الشارع واتهامه بالانحياز الى بعبدا من قبل رموز سنية على حساب التسوية في المرحلة الماضية.