بعد الحركة التي بدأتها المعارضة العونية، إثر استلام النائب جبران باسيل رئاسة “التيار الوطني الحر” وما استتبعها من استقالات من “التيار” وإقالات، وبعد عملها الذي اتّخذ أشكالاً مختلفة، وتراجع حيناً وتقدّم أحياناً تِبعاً للظروف والمعطيات، بدا ان المعارضة العونية تنتهج اليوم أسلوباً جديداً، وهو ما سيتظهّر في المؤتمر الصحافي الذي تعقده تحت اسم “التيار الخطّ التاريخي”، عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الثلثاء في نادي الصحافة – فرن الشباك، في توقيت لافت في الشكل والمضمون، وبعيداً من الضجيج الاعلامي والحضور السياسي.
وستتم خلال المؤتمر تلاوة ورقة، تتضمّن رؤية المؤتمرين لسبل إدارة الازمة التي تشهدها البلاد راهناً، بطريقة تواكب الاحداث الجارية، في ظل قناعة راسخة لدى كثيرين بأن لبنان دخل فعلاً وليس قولاً، في النفق المظلم، وبأن اللبنانيين امام مفترق طرق، وان الخطر الكبير يتهدّد وجودهم.
المعارضون العونيون الذين لا يُشكّل رئيس “التيار الوطني الحر” اي عقدة لهم، بل يعتبرون ان الأحداث قد تجاوزته اصلاً، كما يؤكد احد ابرز أركانهم، يؤمنون بشدّة ان المعالجة ليست منعدمة بل الحلول موجودة، والمشكلة الحالية ليست أسبابها اقتصادية بل تكمن بالدرجة الاولى في الطبقة السياسية الحاكمة التي اوصلت البلد الى ما وصل اليه اليوم. فهل يطالبون بتغييرها اليوم؟
المعلومات المتوافرة لـ”نداء الوطن” تشير الى ان مؤتمر المعارضة سيتخلله توجيه ثلاث رسائل في آن واحد: الأولى موجهة الى اللبنانيين في ظل الظروف البالغة الدقة التي تشهدها البلاد والخطر الذي يتهدّد حياتهم ووجودهم، والثانية موجّهة لجميع القيادات الساعية الى التغيير. اما الرسالة الثالثة فستكون الى مناصري “الوطني الحر” ورفاق الامس في النضال. وبذلك، تكون المعارضة العونية قد خطت خطوة ذات دلالات معينة، في التوقيت والاهداف، إذ يأتي مؤتمرها، وهو الاول على هذا المستوى، في ظل وضع بالغ الخطورة قارب الانفجار بعد التردي الحاصل في أوضاع اللبنانيين المالية والاجتماعية والاقتصادية، وفي ظل أحداث متسارعة لامست الخط الاحمر.