Site icon IMLebanon

ثورة غضب «عونية» على «القوات» …هذه أسبابها!

 

دارت «كأس الشامبانيا» دورتها الكاملة في رأس «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، قبل أن تفعل فعلها وتُخرج «سموم» الأفكار الراسية في عقول محازبي الطرفين المسيحيين اللذين أثبتا، على مدى ثلاث سنوات، أنّ ذاكرتهما تقاوم كل من يريد محو تراكمات الماضي.

 

الحسابات المفتوحة بين التيار والقوات.. يتداخل فيها التنافس على الساحة المسيحية اولاً، والاوزان والأحجام والتعيينات، وصولاً الى الرئاسيات.. فلا «حكيم معراب» قادر على «بلع» حراك باسيل، الذي يهدف برأيه الى تطويق القوات وعزلها.. ولا باسيل يملك «رغبة» الانفتاح على جعجع و«مغازلته»، لأنّ مفتاح الاستحقاق الذي يريده بعيد عن معراب.

 

ترجمات هذا التوصيف كثيرة، وتظهر عند كل استحقاق، وجديدها ما حصل على صعيد الموازنة، حين فوجئ نواب التيار بتصويت زملائهم في القوات ضدّ مشروع الموازنة، واعتبروه «مسماراً» إضافياً في نعش «اتفاق معراب» الذي يتبادلون الاتهامات في نقضه واسقاطه ثم دفنه.

 

ثورة غضب عونية على القوات أطلّت برأسها امس من مجلس النواب، ذكرّ التيار القوات بأنّهم كانوا «من المشاركين المتحمسين للموازنة خلال اعدادها في الحكومة، حيث وصلت بهم الحماسة الى حدّ اتهام باسيل بسرقة افكارهم ومقترحاتهم، ولهم أكثر من موقف في هذا الاتجاه، ولاسيما ما جاء على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني».

 

من هنا، أبدى مصدر قيادي في «التيار الوطني الحرّ» في حديثه لـ«الجمهورية» استغرابه امتناع القوات اللبنانية عن التصويت للموازنة، سائلاً: «كيف يمكن لفريق شارك في اعداد المشروع من ألفه الى يائه، أنّ يقرر يوم الاستحقاق التنصّل من التزاماته، والعمل على «رجم» الموازنة وبنودها والانتهاء بعدم التصويب عليها؟».

 

ويعبّر المصدر القيادي بغضب عن «تصرّفات القوات»، فيصفهم «بقنّاصي الفرص، هدفهم الاستفادة من جنّة السلطة، ومن شعبية المعارضة في آن واحد». ويضيف: «بهذه النفسية والروحية والعقلية يمارسون السياسة، ولنا معهم تجربة مريرة في اتفاق معراب، حيث تعهّدوا بدعم العهد من رئيس الجمهورية الى الوقوف جنباً الى جنب في الحكومة.. ولكن كلام الليل يمحوه النهار».

 

وشدّد على أنّ «القوات بدأت ومنذ اللحظة الاولى «بالحرتقة» على وزراء التيار ومشاريعهم، فاتهمونا بالفساد وعرقلوا خطة الكهرباء وأخذوا ما طاب لهم في التعيينات وفي نهاية المطاف.. انتقدوا المحاصصة»، وذكّر المصدر «بأزمة رئيس الحكومة سعد الحريري مع السعودية، حيث سارعت القوات الى «قصف جبهة» الحكومة حتى لا نقول تآمروا لإسقاطها واطاحة الحريري».

 

واستفاض المصدر بتعداد مواقف القوات المعارضة، بدءاً من «الموازنة وخطة الكهرباء وعودة النازحين والسدود، والانفتاح، والاصلاحات، وصولاً الى الغاز والمنطقة الحرة ورفع الحصانة عن الفاسدين ورفع السرية المصرفية عن السياسيين والموظفين، واستعادة الأموال المنهوبة…».

 

وختم المصدر: «القوات فالج لا تعالج، ازدواجية في المواقف، ضحكة في وجهك وخنجر في ظهرك.. إنّ السياسة أخلاق قبل اي شيء آخر. فأين هم من الأخلاق؟».