IMLebanon

تطمينات عون لم تجد صداها عند «المستقبل»: ليته قال هذا الكلام قبل سنتين!

لم يكن مفاجئاً أن يظهر النائب ميشال عون في مقابلته التلفزيونية أول من أمس على شاشة (OTV) بـ«ميشال عون New» الذي وزّع الرسائل الإيجابية والمطمئنة على القوى السياسية، وخاصة على الجبهة المقابلة.

وقد نال تيّار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري الحصّة الأكبر منها، كيف لا وأن النائب عون يعتبر أن اللحظة التي انتظرها سنوات وسنوات قد دنت ليكون رئيساً للجمهورية، إذا ما قيض للمشاورات التي يجريها الرئيس الحريري أن تحقق أهدافها في إحداث خرق في جدار الرئاسة الأولى، قد يفضي الى انتخاب الرجُل رئيساً للجمهورية، في حال تمّ تجاوز العقبات الكثيرة التي لا تزال تعترضه للوصول الى قصر بعبدا.

وإذا كان رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» قد حاول إقناع القوى السياسية سيّما المعارضين لانتخابه بأنه سيكون في الوسط وفي موقع الحَكَمْ إذا انتخب رئيساً للجمهورية، إلا أن ردود الفعل الأوّلية على مقابلته التليفزيونية ما أعطته دفعاً قوياً ليكون مرشحاً مقبولاً ولو بالحد الأدنى، فالرئيس نبيه برّي على موقفه الرافض لانتخابه رئيساً للجمهورية وهو غير مستعدّ لأن يسير به، في حين أن تيّار «المستقبل» يحاذر حتى الآن إعطاء موقف واضح من عون، بانتظار انتهاء الرئيس الحريري من مشاوراته، لكن يجب الإقرار بأن هناك صعوبة كبيرة في إقناع جمهور هذا الفريق بانتخاب عون، عدا عن أن صمت «حزب الله» من مبادرة الحريري يزيد الصورة ضبابية، سيّما وإن مواقف الرئيس برّي لا تبدو بعيدة من أجواء «حزب الله»، بالرغم من أن الأخير لم يفوّت مناسبة إلا ويؤكد من خلالها أن مرشّحه الوحيد للرئاسة هو عون.

واستناداً الى ما يقول لـ«اللواء» عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب الدكتور أحمد فتفت، فإن «عون كان يجب أن يقول هذا الكلام منذ ثلاثين سنة وليس الآن أو من سنتين ونصف السنة، فهذا الكلام والذي هو إغراء انتخابي لا يشكّل جديداً بالنسبة لي وتحديداً بعدما جدّد القول إن مجلس النواب غير شرعي، فكيف سأنتخبه؟»، ويضيف: «أكثر من ذلك، فإن ما قاله عون يتناقض كثيراً مع كل الخطاب السياسي بما فيها مواقف رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وأيضاً يتناقض مع كل مسيرة عون السياسية، فما هي الضمانة ألاّ يعود عون بعد أسبوع من انتخابه الى خطابه الأساسي».

وبانتظار أن يستأنف الرئيس الحريري جولاته التشاورية على بقية القوى السياسية والروحية اللبنانية لاستخراج رأيها في الملف الرئاسي، يلفت فتفت الى أن «تيار الستقبل» لم يأخذ موقفاً نهائياً من موضوع ترشيح عون أو عدمه»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الرئيس الحريري لا ينتظر هكذا كلام من عون حتى يتّخذ موقفاً، باعتبار أن موقف «تيار المستقبل» ورئيسه سيكون منطلقاً من قناعته بالمصلحة الوطنية»، ومعرباً عن اعتقاده أن «كلام عون الأخير لن يغيّر في واقع الأمر، باعتبار أن هناك تراكم تجارب لا يشجّع على السير بالنائب عون رئيساً، وتالياً لا تستطيع مقابلة تليفزيونية أن تلغي هذه التراكمات»، ويذهب نائب المستقبل الى القول ان «كلام الرئيس برّي عن أن الذين التقاهم الرئيس الحريري لم يؤيدوا عون رئيساً، يعبّر عن واقع». مستبعداً انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 31 الجاري، «بسبب أجواء المنطقة وارتفاع حدة الخطاب والصراع الدائر، ما يعني أن التسوية متعذّرة في لبنان والإقليم».